بعد سماح الوزارة بعودة تجار الفحم لولاية لعصابه وكالة كيفه تكشف المستور من مسرح الجريمة (تحقيق)

أثار سماح وزارة البيئة الصادر في ال25 مارس 2025  لمجموعة من تجار الفحم بنقل 186 شحنة من الفحم الخشبي من مقاطعة كنكوصه بحجة تقدم صناعتها على قرار التحريم الصادر من نفس الوزارة عام 2019 ردود أفعال منددة تارة ومشككة تارة أخرى فيما جرى وذلك من قبل  المهتمين بتنمية لعصابه وشؤون مواطنيها ومن طرف دعاة حماية البيئة.

وكالة كيفه للأنباء تجولت أيام 14-15-16 مايو داخل منطقة واسعة تقع بين حرج  الشمس باتجاه تاشوط أمحيميد ثم ول خوياتي وحتى العرك غربا باتجاه أطويل والمزيط في الشمال.

منطقة بقطر 40 كم هي مسرح صناعة الفحم منذ عدة عقود تعافت بقرار التحريم 2019 ثم  يأتي هذا السماح ليعود تجار الفحم  بأبشع أساليب التدمير، مستغلين  الإذن المذكور.

لقد باشر هؤلاء صناعة الفحم في أول يوم بعد هذا القرار وذلك من خلال الأساليب والممارسات التالية التي وقفت عليها وكالة كيفه للأنباء:

  1.  أكد من تحدثت إليهم وكالة كيفه للأنباء أن ملايين الأوقية أودعها التجار لسماسرة  في مختلف القرى لشراء ما تيسر من فحم وهو ما شجع  السكان المحليين على العودة إلى المحيط الغابوي وتدميره بغية صناعة الفحم.
  2. تقوم فرق الفحامين بقطع الأشجار وجمع العيدان والأخشاب بعد أن تصبح يابسة  بواسطة العربات وجعلها  كومة واحدة .
  3. وفي المرحلة الثالثة يصبح ما يسمى بالفور جاهزا فتشعل فيه النار وبعد أيام قليلة يتحول الحطب داخل الفور إلى فحم.
  4.  تقوم فرق الفحامين بوضع هذا الفحم في مئات الأكياس لتصبح جاهزة للنقل.
  5. يتم الاتصال بالتاجر فيبلغ بأن البضاعة باتت جاهزة فيقوم بإرسال الشاحنات إلى المكان  فتجمع الفحم  من عدة أماكن فإذا امتلأت انطلقت  راجعة.

    إن المتجول في هذه المنطقة اليوم لا يغادر بصره أثر "فور" فرغ لتوه في شاحنة أو مازال في طور جمع الحطب بعد قطع الأشجار أو هو في مرحلة ردمه بالتراب.

    يختار الفحامون أماكن معزولة وبعيدة عن الأنظار ويتحاشون مجاورة الطرقات الرئيسية ولذلك اعتمد فريق الوكالة الذي يجري التحقيق على ما يجد من أخبار عند  الرعاة وبعض القرويين وعلى اقتفاء آثار الشاحنات وهي تدخل تلك الأحراش.

     الفحامون يحرصون على وجود مسلك للشاحنات عند قدومها ومن أجل انسيابية العملية تستقبل دراجة الشاحنة القادمة فتنطلق أمامها حتى توصلها إلى مكان الفور.

    القرويون مجمعون على استحالة بقاء الفحم صالحا للاستخدام بع مرور 6 سنوات وهو معرض لمختلف عوامل الطقس ويؤكد بعضهم أن بقايا فحم تالف تستخدم أيضا مكانا لتجميع فحم جديدة لمغالطة السلطات.

    الوكالة في اتصالاتها بالعشرات من سكان القرى والفاعلين بها  وبالرعاة وغيرهم فإنها لم تجد ذاكرا لفحم قديم وأكدوا في المقابل أن الكميات القديمة تم نقلها منذ 3 سنوات.

     

    في مقابلاتنا تبين أن كثيرين بهذه القرى لا يريدون تقديم معلومات عن مسألة الفحم فهي بالنسبة لهم تثير سوء التفاهم والشجار فضلا عن استفادة البعض من هذه الصناعة.

    تحدثت  الوكالة أيضا إلى منتخبين محليين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لاعتبارات سياسية محلية فأعربوا عن اعتقادهم أن  قرار الوزارة كان خاطئا وفاتحا لتدمير جديد، وهم سعداء حين توقف الوزارة هذا الشيء.

    عمدة بلدية هامد السيد ابوبكر الصديق  ولد فابو قال في حديث للوكالة أنه لا يعلم بأي فحم قديم في بلديته.

     

    أول عمدة لبلدية ابلاجميل السيد حم ولد أمبارك أعرب عن دهشته من هذا القرار وذكر أنه تسبب في عودة قوية لصناعة الفحم عبر قطع الأشجار.

    وفي ذات الاتجاه  ذهب الوجيه وأمام مسجد القرية السيد الحسين ولد أسويلم ونفى أي وجود لفحم قديم.

    كما شدد عضو لجنة حماية البيئة في بلدية ابلاجيمل الوجيه السالك ولد خدميه  على ضرورة إيقاف الهجمة الحالية على البيئية معتبرا أن الأشجار هي غذاء السكان وحياتهم. وفي نفس المعنى تحدث مسؤول قرية حرج الشمس السيد دنب مودي فرفض ما يحصل اليوم من حرق للغابات بهدف الحصول على الفحم. 

    وجهاء وفاعلون في قرى حرج الشمس والتاشوط وأم آوداش والعرك وغيرهم من الرعاة والمنمين لا يرون غير تدمير جديد للوسط الطبيعي أطلقه قرار وزارة البيئة ولا يعلمون عن فحم قديم.

    إن وجود ما يسمى بالفور وهو يشتعل وسط الأعشاب الكثيفة يدل على أن ما تعرضت له المنطقة من حرائق دمرت مئات الكيلومترات من الأعشاب هذا العام هو عائد في الأساس لهذه "الفورات" وقد لاحظ فريق وكالة كيفه للأنباء وجود فورات في نقاط انطلق منها آخر حريق وأفظعه في العدله.

إنما يمكن استخلاصه من  المشاهدات والوقائع على الأرض في هذه المنطقة الهامة اليوم  هو أن وزارة البيئة إما متمالئة مع تجار الفحم أو أنها خدعت بسهولة وما يثير الشك حول الموضوع بشكل كبير هو عدم تحديد مهملة معينة لتجار الفحم لنقل بضاعتهم إن صح وجودها أصلا بالإضافة إلى الكف عن تنظيم رحلة للصحافة وممثلي المنظمات المدافعة عن البيئة إلى نقاط الفحم القديم.

 وفي هذا الصدد فإن  تغاضي السلطات الإدارية ومندوبية البيئة بولاية لعصابه عما يجري اليوم من متاجرة برماد الأشجار يبعث الحيرة ويطلق الكثير من الأسئلة المحرجة حقا لهذه الجهات التي كان يفترض أن تكون حامية لمصالح السكان راعية لما يسهم في تنمية الولاية.

إن قيام وزارة البيئة بأبسط تحقيق في هذا الموضوع سيكشف أن الإذن الذي أصدرته لتجار الفحم كان فاتحة مدمرة واستباحة لما بقي من غطاء نباتي بولاية لعصابه. إنه حقا إذن مشؤوم كما وصفه سالم ولد محمد من قرية المزيط.

تابع تكملة التحقيق في هذا الفيديو المرفق ب 30 صورة تظهر أن صناعة الفحم هي ما انتهى إليه المطاف :

 

شاحنة محملة بالفحم تعود من طريق كيول

آثار الشاحنات في كل مكان وهناك في منطقة محروقة 

فور فرغ في شاحنة قبل وصول كاميرا الوكالة

فور في طور جمع الحطب بعد قطعه من الغابة

آثار القطع تحصيرا للفور

تدمير غابة من أجل صناعة الفحم بتقنية الفور 

شاهد الدخان يتصاعد من الفور في منطقة كثيفة الأعشاب

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.