افتتاحية : والي لعصابه والسير عكس التيار
وكالة كيفة للأنباء

في منتصف شهر يناير المنقضي اتصل بنا الوالي المساعد فابلغنا بان الولاية تطلب مرافقة وكالة كيفه للأنباء في زيارة تفقد واطلاع يقوم بها والي لعصابه لمقاطعة بومديد وأخبرنا أن الانطلاق سوف يكون على تمام الساعة التاسعة والنصف صباح غد وودعنا بعد الشكر.

وبعد أن أغلقنا الهاتف تجاذبنا أمران أولهما أن الوالي المساعد اتصل بنا مخطئا ولم نكن المقصودين إذ لم نعهد هذه الدعوة السريعة من أسلافه.

وثانيهما أن الوالي الجديد هو من طراز آخر وزمن جديد يريد أن يدشن عهدا من التعاطي والشفافية في الأمور العامة ويريد للصحافة المستقلة أن تكون شريكا وأنه ليس لديه ما يخفيه وأن الإعلام الوطني بالنسبة له وهو الوالي اللامع كل لا يتجزأ وذا رسالة واحدة هدفها وغايتها هو المواطن والتنمية وتقديم الواقع والحقيقة.

وفي الصباح لملم مندوبنا أوراقه وعند باب الولاية وقف مع المنتظرين مر الوالي في سيارته وانطلق الموكب في أعقابه.

من بومديد راسل المندوب تحرير الوكالة بفعاليات الزيارة بكل موضوعية وتجرد وبعد عودته نشرنا عناصر في الوكالة تعرضنا فيها لجوانب من المشاكل والتحديات التي يعيشها المواطنون في هذه المقاطعة المعزولة النائية وهي ذات المشاكل التي طرحها نفس المواطنون بقوة وصراحة على السيد الوالي أثناء اجتماعه بهم.

لقد سارت القشعريرة في أجسادنا وأحسسنا بالكثير من النشوة إذ يطلع على ولايتينا وال يتعامل بهذا الأسلوب الرائع والمتمدن وكانت بشرى سارة لنا في الوكالة حيث سنتمكن من اكتشاف مناطق جديدة في هذه الولاية ونعد ما يحلو لنا من تقارير عبر مرافقة الوالي في جميع زيارته بعد أن كنا نلجأ إلى إرسال مناديبنا في سيارات النقل العمومي بتكاليف كبيرة وفي أوضاع قاسية ونعجز في الكثير من الأحيان لضعف الوسائل من الخروج عن دائرة مدينة كيفه.

بعد أسبوع فقط قرر الوالي القيام بزيارة مقاطعتي كرو وباركيول وتوقعنا أن نتلقى نفس الدعوة لكن ذلك لم يحدث ولم تتصل بنا الولاية وبدأنا في طرح الكثير من الأسئلة عن السر وراء ذلك ؛ وكانت الإجابة شافية لقد كانت دعوة وكالة كيفه للأنباء إلى بومديد عن طريق الخطإ وهو ما ترتب عليه الكثير من التأنيب والتوبيخ للأطراف التي تسببت في ذلك الخطإ.

ولذات التجربة المرة بذل الوالي جهودا مضنية عندما زار مؤخرا مركز هامد في مهمة تفتيش ليتأكد بأن طاقم الإذاعة الوطنية الذي يرافقه لا يوجد من بينه من له أي علاقة بالصحافة المستقلة.

لقد كنا على حق عندما راودنا الكثير من الشك في صحة الدعوة الأولى .

وهنا نسجل أن تعاطي الولاية معنا في المأموريتين الماضيتين كان يطبعه الكثير من الإيجابية بحيث كنا نجد الكثير من الأسئلة حول ما نطرحه وفي مناسبات تم استدعاؤنا لتغطية بعض الأحداث المهمة بما في ذلك بعض زيارات الوالي .

وأتذكر أننا عتبنا على الوالي السابق حول الذهاب مع وفده إلى قرية منكوبة بسبب الأمطار وقد أجاب بأنه لن يستدعي الصحافة المستقلة غير أن من رغب في الذهاب سيكون مرحبا به.

ولم يجري أن ذكرنا هذه الحسنات للوالي المنصرف كيلا تحسب تزلفا أو شكرا على واجب واليوم وبعد ذهابه يغادرنا ذلك الحرج.

إن تجاوز الصحافة المستقلة المحلية والتشبث بروح الإقصاء والتغطية لن يكون إلا سيرا يائسا عكس التيار بعد أن صارت حتى وسائل الإعلام العمومي مؤسسات تشاركية للخدمة العمومية تنفتح على كافة الطيف الوطني و أصبحت الشعارات المرفوعة من طرف أعلى سلطة في البلاد مهما كان ذلك زائفا هو المكاشفة ومحاربة ما يسمى بمسلكيات العهد البائد.

إن الذين يزورون مقر وكالة كيفه للأنباء يوميا لطرح قضاياهم وتظلماتهم وكشفهم المستور هو أكثر مما يلج باب السيد الوالي ولا يضاهيه إلا اصطفافهم عن المراكز الصحية.

إننا هنا وسنظل على نفس التصميم وذات الإرادة حتى نقول الحقيقة للمواطنين كاملة وننقل معاناتهم في كل ركن بهذه الولاية العزيزة وسنظل أوفياء لعقدنا مع هذا الشعب مهما كانت التحديات ولن تنجح أي جهة مهما أتيت من قوة في حجب الحقيقة المرة عن المواطنين المطحونين بهذه الولاية الذي أصبحوا يعرفون جيدا الطريق لتبليغ حججهم واهتماماهم ولن تعوزنا بعون الله الحيلة للاتصال بهم ورفع أصواتهم.

إننا منغرسون في هذه الأرض؛ في أوديتها وسهولها ، وكثبانها في هضابها وأحراشها.ومن يرد تجاوزنا فليطبق السماء علي الأرض.

وكالة كيفه للأنباء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-03-20 08:19:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article9329.html