أبو العباس ابراهام: تحية للعمال
وكالة كيفة للأنباء

عمال الزويرات مازالوا قادرين على الإزعاج في الزمن الأبعد احتمالاً. كانت نظريّة "نهاية التّاريخ" تقول لنا أن العمال ماتوا. انتهى الصِّراع الطبقي في أحلامِهم لأن العوائد لم تعد تأتي من الصِّناعة. حتى دولوز نصحَ بتنويع النِّضال (على وزن تنويع مصادر الدخل) لأن البروليتاريا لم تعد مُدِرّة للدخل النضالي. وهذه هي مأساة مانديلا: ائتِ للحكم على أكتاف البروليتاريا، ثم ردِّد من دانييل بيل أن الأيديولوجيا ماتت ولبرِلْ وخَصْخِصْ وادمج وسرِّحْ.

لقد كان الثّوار يقولون شيئاً آخر: أولاً رغم ما يقال عن العهد ما بعد الصناعي ما زالت الصِّناعة هي عمود المجتمع الحديث، قلنا لهم: لا تدعوا وادي السيليكون يخدعكم. هذا وهم غربي (وربما هندي). هو هوليوودي وبوليوودي.

ثانيا. قلنا لهم: لا يهم هل تقزّمت البروليتاريا ديمغرافيا لصالح الطبقة الوسطى. حجم البروليتاريا من خلال شبكاتِها العوائلية وتكلفة إنفاقِها الاجتماعي يجعلها حاضرة. ازويرات مدينة طبقة وسطى ظاهرياً فقط. ولكنه قائمة على أكتاف العُمّال. "ليس لديهم ما يخسرونه سوى أغلالهم". وضعنا هذه القنبلة للرأسماليين في مروحياتِهم، وهم يفرّون: نضال العمال متزايد. وراءكم،

وراءكم. ثاروا ضدكم في 2010. رجعوا مؤقتا بعد القمع والاستبدال. هجمة 2012 كانت هائلة. لم يعودوا بلا علاوات. هذا شجّع الحمالين في 2013. مرة أخرى أظهر الدّعم الشعبي مدد العمال الاجتماعي. هجمة 2015 ربما هي أكبر هجمة عمالية منذ معركة السبعينيات، معركة التأميم. يجب الآن كتابة رواية بعد أربعين عاماً"، رواية ألكسندر ديماسية. بعد أربعين عاماً هاهم الفرسان الثلاثة (صاروا الآن أربعة) يقاتلون ريشيليو.

السِّر أنّهم لم يموتوا. في حفرهم وجدوا إكسير الحياة. عاش العمال.

من صفحة الكاتب على الفيس بوك


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-02-16 05:30:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article9327.html