يوم بمركز استطباب بكيفه/محمد ولد باكيلي
وكالة كيفة للأنباء

يقول الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله في إحدى محاضراته: ( الطب رحمة، الطب إنسانية علموا أبناءكم الطب حتى يكون من بينكم أطباء مسلمون ). ليس السيد : كشك وحده هو من يري أن الطب إنسانية، بل نحن أيضا كنا نري أنه رحمة وشفقة علي البشرية جمعاء دون تمييز في العرق ولا اللون أو الدين ، إلا أن الزائر لمركز الإستطباب بكيفه، ليري عكس ذلك فبمجرد وصوله المدخل ينهره البواب قبل رد السلام عليه . أما الأطباء فسيماهم في وجوههم من أثر إهمال المرضي وعدم الحضور في الوقت . فلقد حضرت يوم السبت عند الساعة الثامنة فوجدت المركز شبه خال من الأطباء عدا قلة ولقد شاهدت الطبيب المسؤول عن الفرقة الموجودة في الحالات المستعجلة يغادر وترك المرضي تتعالي أصواتهم بالأنين من شدة الألم .

فساقني الفضول أن تبعته فسألته : لماذا تترك المرضي دون معاينتهم وإعطائهم وصفات للدواء؟ فقال لي بدون تتردد : هم غير منتظمين وأنا وقتي قد أنتهي ولم يعد الأمر يعنيني فلينتظروا حضور الطبيب الذي سيأتي من بعدي وبعد حوار عقيم افترقنا وغادر المركز وبقي ساعة ونصف تقريبا وهو خال من أي طبيب أخصائي ما عدا ممرض واحد وجدته في الحالات المستعجلة كما يزعمون ومصور أشعة يتجول بين أروقة المستشفي ربما لأنه لم يجد ما يفعله! إنها تصرفات تتنافي وأخلاقيات المهنة . تري ـ بالله عليك ـ هل هذه إنسانية ؟ وهل يحق له أن ينصرف قبل حضور خلفه والمرضي يتصارخون أمام الحالات البطيئة وليست المستعجلة ! هل هذه رحمة ؟ أم هل هذه وطنية ؟ إنها لعمري تصرفات لن يقوم بها من في قلبه مثقال ذرة من الشفقة علي حيوان أحري إنسان ! إن الأطباء في الدول غير المسلمة وحتى في الدول المجاورة المسلمة لم و لن يفعلوا هذا لأنهم يحترمون الإنسانية ! أثناء تجوالي في المستشفي زرت تقريبا جميع أجنحته وأثناء مروري أمام الإدارة نظرت بداخلها فما وجدت غير لوحات علي الأبواب مكتوب علي الأولي : المدير العام وعلي الثانية المدير المساعد وعلي الثالثة مصلحة المحاسبة وعلي الرابعة مصلحة المالية وعلي الخامسة مصلحة المراقبة إلا أنهم نسوا كلمة الأهلة فاسمها الصحيح مصلحة مراقبة الأهلة !!والغريب في الأمر أن هذه المصالح والغرف مغلقة كلها فأصحابها كلهم في عطلة الأسبوع . قد يقول البعض أن يوم السبت يوم عطلة لكنني أقول يجب أن تكون هناك مداومة حقيقية وأن تكون هناك مراقبة لما يجري في المركز.

يشهد مركزاستطباب كيفه هذه الآونة تسيبا لا مثيل له فالأوساخ والقمامات في كل مكان والعمال لم يعودوا يحضرون في الوقت أما الطاقم فلا يبالون بالحضور في الوقت ولا الاعتناء بالمرضي ! والله ما استطعت أن أنسي أنين ذالك الرجل الذي يعاني من عدم الهضم ويجد ضيقا في التنفس وهو ملقي علي طاولة بالمدخل المؤدي إلي الحالات المستعجلة وامرأة أُخري علي السرير يكاد يغشي عليها من الألم وأخري تتلوي من عطب في ذراعها والكل ينتظر الطبيب لكن أين هو ؟ هب أن حادثا حصل أو أن أشخاصا مرضي جاؤوا من المقاطعات الأخرى وهم في حالات أخطر مما وصفت لك ـ عزيز ـ فكيف سيكون مصيرهم ؟!

إننا نريد طاقما أكثر جدية وحزما وعناية بالمواطنين ! إننا نريد أطباء إنسانيين ! إننا نريد من بقلوبهم شفقة ورحمة ولا نريد من قلوبهم قاسية ( كالحجارة أو أشد قسوة ! )


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-04-16 07:12:11
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article893.html