لا أحد منهما يريد أن يقترب من الآخر حتى وهما يترأسان اجتماع أعلى هيأة في حزبهما، صراعهما بدأ منذ اليوم الأول واستمر لآخر لحظة قبل أن يحسم بتقديم أحدهما لاستقالته وصعود الثاني درجة أوصلته للرئاسة.

طريقتهما في الجلوس تشكل سابقة وفي نفس الوقت تعبيرا عن عداء عنيف، لا أحد منهما يطيق حتى مجرد النظر إلى الآخر، صعدا معا إلى قمة حزب في وضعية أزمة فأضافا أبعادا جديدة لأزمته، غير أنهما في النهاية فرضا نفسيهما على الرئيس ليدخل أحدهما عضوا في حكومة كان يرأس "حزبها الحاكم" وليخرج الثاني من الحكومة إلى رئاسة حزب كان شبه مطرود من أروقته.

يشتركان في الطموح وفي الاهتمام –الزائد أحيانا- بالمظهر وبأشياء أخرى لها علاقة به، غير أنهما يختلفان في طريقة ممارسة القيادة وفي الوسائل المستخدمة للمحافظة على النفوذ. أحدهما جريء –لحد التهور- في الدفاع عن مواقفه وموهوب في اقتناص الفرص والثاني داهية –لحد التآمر- وخبير في صناعة وتسويق الأوهام، وكليهما يمتلكان القدرة على امتصاص الصدمات بل على تحويل الهزائم لانتصارات!

لا تهم أسباب خلافات الرجلين كما لا يهم إذا ما كان أحدهما انتصر على الآخر، لأن الأهم هو أن تستمر الخلافات بينهما في تقسيم أنصار الرئيس وفي توفير ملاذات مربحة للباحثين عن الحظوة من خلال إذكاء النعرات وتغذية الخلافات.