نخبة منسقية المعارضة بين رمال الصحراء وأمواج المحيط
وكالة كيفة للأنباء

إن الحديث عن نخبة المعارضة يتطلب منا تحديد وضبط مفهوم النخبة السياسية في موريتانيا فماهي النخبة الساسية في موريتانيا.

لانريد أن نقدم تعريفا جامعا مانعا كما يقول المناطقة للنخبة بقدر مانريد تقريب الموضوع للمواطن العادي والبسيط.إن مفهوم النخبة السياسية في موريتانيا مفهوم غامض من الناحية المعرفية والعلمية الإبستيمولوجية ويعود ذلك الغموض إلى النشأة والتكوين والنمو والتطورلهذه النخبة عبر تاريخها وتاريخ البلد،والزمان والمكان الذي نشأت فيه وترعرعت ولكن هنالك عوامل داخلية وخارجية ساهمت بشكل كبير وفعال في نشأة النخبة السياسية في موريتانيا من بين تلك العوامل:

بداوة المجتمع الموريتاني – الطبيعة الجغرافية والموقع للبلد – ظاهرة الإحتلال الفرنسي للبلد – حداثة الإستقلال – الإنتقال من القبيلة إلى الدولة – الإنتقال من النظام الأحادي إلى النظام الديمقراطي – إنتشارالمراكز الثقافية الأجنبية في البلد – تأثير الحرب الباردة التي قسمت العالم إلى معسكرين –انتشار المنظمات الدولية ذات الأجندة الخاصة – إنتشار منظمات المجتمع المدني ذات المرجعية الدولية – تأثر البلد بموجات الجفاف في الستينات والسبعينات – إنهيار الإقتصاد الموريتاني التقليدي الذي كان يحقق الإكتفاء الذاتي ( الثروة الحيوانية - الزراعة – الغلات الشجرية) – تراجع النظام التربوي المحظري الذي كان الحصن الحصين للمجتمع من كل الثقافات الوافدة ... إلخ كل هذه العوامل ساهمت بشكل إيجابي أو سلبي في ظهور وتشكل ما نسميه اليوم الطبقة السياسية أو النخبة السياسية في موريتانيا انطلاقا مما ذكر فإن نخبة المعارضة وبالتحديد المنسقية هي جزء من النخبة العامة للبلد ويتميز خطابها المعلن في الإعلام بأنها حريصة على مصلحة الشعب الموريتاني بكل مكوناته الإجتماعية وأنها لاتريد علوا في الأرض ولافسادا فهي توحد ولاتفرق تبني ولاتهدم تحاور ولا تقاطع وبالرغم من هذه النية الحسنة المعلنة فإن الواقع كما هو نراه ونسمعه نرى بأن منسيقية المعارضة ومنذ زمن طويل اختارت طريق التصادم مع رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز منذ تشكيلهامايسمى:جبهة الدفاع عن الديمقراطية ومحاولتها المستمرة الإستقواء بالخارج عن طريق محاصرته دوليا واقتصاديا كما أن التفاهم في مؤتمر داكار على تجاوز الأزمة أصبح مؤتمر داكار عقدة نفسية للمعارضة فكل شيئ مرتبط عندهابهذا المؤتمر،وعندما حاولت بعض الأحزاب السياسية المعارضة الجنوح للسلم وتطبيق المبدإ القائل الصلح سيد الأحكام رفضت المعارضة أي حوارإلا إذاكان يفضي إلى مصلحة مادية شخصية مثل المشاركة في الحكومة للحصول على امتيازات كما حاولت أن تزج البلاد في فراغ دستوري بتعطيلها للإنتخابات النيابية وعندما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وصلى الصبح حزب تواصل في المشاركة فإن منسيقية المعارضة لم تعتبر ذلك طعنة في الظهر بل قبلت حجة الحزب باعتباره لم يفعل إلا ما أملاه عليه منتسبيه كما أن رئيس الدولة ظل متمسكا بالحوار والدعوة إليه بالحكمة جاعلا القاسم المشترك بين النخبة السياسية هو مصلحة موريتانيا أولا لكن المعارضة توقفت عن الحواروبذلك لم يكن أمام بعض النخب السياسية إلا الدخول في انتخابات بلدية وتشريعية فاستفاد منها كل حزب حسب شعبيته وغيرت من المعادلة السياسية بحيث أصبحت منسقية المعارضة في يد حزب تواصل الأمر الذي يجعل المواطن العادي والبسيط يتساءل عن وجهة سفينة المعارضة سواء كانت برية أو بحرية.

وفي اعتقادي أن هذه الوجهة ينبغي أن تكون نحو الحوار والسلم الإجتماعي والأمني والإستقرار ومقارعة الحجة بالحجة فكل شيئ يخدم مصلحة موريتانيا ينبغي أن يكون هو وجهة المعارضة لأن عمر الدولة والمجتمع لاتقاس بالأفراد وإنما تقاس بما انجزه الأفراد وحققوه لبلدهم ومجتمعهم لذا فإنه ينبغي على منسقية المعارضة أن تدرك بأنها بحاجة إلى مراجعة سياساتها واتخاذ قرارات شجاعة وصعبة تصب في مصلحة البلد مبنية على القاعدة لاضرر ولاضرار وينبغي أن تكون وجهة سفينة المعارضة نحو الصلح لأن الصلح سيد الأحكام.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-03-16 05:12:29
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article6079.html