رئيس موريتاني سابق: “بلادنا تعيش وضعية كارثية” (بيان)
وكالة كيفة للأنباء

تحية عطرة ، وبعد فقد كنت من الحريصين على حضور أعمال المنتدى الهام والذي نعلق عليه كبير أمل في إخراج البلد من وضعية الانحطاط والتردي التي ينحدر فيها منذ انقلاب 6 أغسطس 2008 ،لكن وللأسف جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن حيث تزامن عقد المنتدى مع موعد الاجتماع السابع لمجلس الأمناء في مؤسسة ياسر عرفات الذي أنا عضو فيه وسبق لي أن التزمت بالمشاركة في أعماله قبل تحديد موعد المنتدى الهام. مع أنني اعتبر نفسي حاضرا معكم ومشاركا في كل ما ستتوصلون إليه من أفكار وتوصيات يمكن أن تضع حدا لحالة الاحتقان والأزمة السياسية الخانقة والمستفحلة في بلدنا. الأمر الذي لا يتأتى إلا من خلال تسوية سياسية شاملة تقوم على:

1)- خلق جو ملائم لتسوية المشاكل السياسية ووضع حد لحالة الاحتقان والانسداد التي يعيشها البلد

2)-إرساء الضمانات لتنافس جاد وشفاف يطمئن فيه المتنافسون لقواعد اللعبة وذلك من خلال:

- إشراف سياسي مستقل يقوم على تشكيل حكومة توافقية تمثل فيها كل ألوان الطيف الموريتاني و تقودها شخصية وطنية حرة ومستقلة تحظى بثقة الجميع وتمتلك كل الصلاحيات التي تمكنها من السيطرة على هيئات الدولة الإدارية والمالية والبشرية من اجل وضعها في حياد تام بين المتنافسين ومن ذلك القدرة على إقالة أي مسئول حاول المساس بمبدأ حياد الدولة مهما كانت وظيفته وآيا كانت مهنته.

- حياد الإدارة

- سن قوانين تتناول حياد الدولة في اللعبة السياسية و المنافسة الانتخابية ومنع أجهزتها من التعاطي مع الشأن السياسي .

- فتح وسائل الإعلام العمومي أمام جميع المتنافسين مما يضمن استفادة متساوية وعادلة للمترشحين من خدماتها وحتى لا تتحول إلي أبواق دعائية لأحدهم ضد منافسيه ،و ذلك بمراجعة السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية ،وإعادة تشكيلها بشكل توافقي يضمن استقلالها عن أية وصاية

تكوين لجنة وطنية مستقلة وتوافقية تمثل فيها كل الأطراف للإشراف على الانتخابات في جميع مراحلها بدءا من إعداد السجل واللائحة الانتخابيين، وانتهاء بتنظيم الانتخابات وإعلان نتائجها.

إن تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، تحظى بثقة الجميع، يبقى ضرورة لا غني عنها في ظل استفحال الأزمات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو الضمانة الوحيدة للاستقرار والشرعية في البلد. ولا شك ان المشاركة الكبيرة للفاعلين الموريتانيين من ممثلي أحزاب ونقابات عمالية ومجتمع مدني وحتى شخصيات مستقلة في هذا المنتدى، تترجم بكل وضوح وصدق الحاجة الماسة والضرورة القصوى لخلق إطار شمولي يحتضن جميع المهتمين بمستقبل البلد افرادا وجماعات وهيئات.

حتى نتمكن مجتمعين من حمل الهم الوطني والاستفادة من كل الجهود الهادفة إلي إنتشال بلادنا من والوضعية الكارثية التي تتخبط فيها والنهوض بها إلي مصاف الدول الديمقراطية المتحضرة.

وفي الختام أتمنى لأشغالكم التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله

الرئيس السابق اعلي ولد محمد فال


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-02-28 07:46:15
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article5876.html