الفريق الغزواني: صعود إلي الاقصاء
وكالة كيفة للأنباء

إعادة هيكلة القوات المسلحة وما تبعها من تعيينات على رأس الهرم العسكري تظهر مفارقات عجيبة، فالفريق الغزواني الذي أصبح قائدا للأركان المشتركة لم يعد عمليا قائدا لأي شيء بل هو حلقة وصل إدارية بين الهيئات العسكرية الجديدة التي تتمتع باستقلالية في التسيير وفي قواعد الاشتباك وترتبط ارتباطا مباشرا بالقائد الأعلى محمد ولد عبد العزيز. وهذه "الترقية" تمثل اقصاء "ناعما" لفريق "ناعم" ظل بيدقا من بيادق الرئيس يحركه على رقعة شطرنج المؤسسة العسكرية لكن الصعود لهذه الدرجة الأخيرة هو صعود بطعم الاقصاء ففي كل تمفصلات الجسم العسكري أصبحت هنالك قيادات وسيطة معينة من طرف القائد الأعلى أما الرقم الثاني عادة فهو متجاوز في الشأن العسكري...

كذلك من اللافت أن القطاعات الأمنية والعسكرية أصبحت أرخبيل اقطاعات لا يلتئم عقدها إلا على مستوى الرقم 1 أي القائد الأعلى صعودا، أما هبوطا فالعقد منفرط وهي في هذا تحاكي هرمية كتائب الحرس الرئاسي.

ويتضح أن موضوع التنسيق الذي يتطلبه الدفاع الوطني والذي هو كل لا يتجزأ أفرغ من محتواه فمقومات الدفاع الوطني أصبحت متمايزة ويصعب التنسيق بينها ميدانيا.

إن إعادة الهيكلة على هذا النحو لا تبدو مبررة بدوافع استراتيجية وعسكرية بقدر ما هي محاولة لخلق مواقع ووظائف لضباط تمت ترقيتهم على عجل بصورة جزافية وأصبحوا بحاجة إلي مواقع موصفة... وطبعا ستتضاعف التكلفة وستبتلع قمة أو قمم المؤسسة العسكرية موارد جديدة كان يمكن توجيهها لأشياء أخرى أكثر إلحاحا كالصحة والتعليم وتوفير الماء الشروب ومحاربة البطالة ودعم أسعار المواد ألأساسية وإنقاذ العاصمة من الغرق.

إن موريتانيا مريضة بنزوات بعض ضباطها الانقلابية والتسييرية والسياسية، ويبدو أنه ما تزال أمامها أيام طويلة لبناء جيش احترافي جمهوري يحمي الوطن ولا يتدخل في السياسة، جيش يحمى الامة والمجتمع بتضحية ونكران ذات، ويحدث القطيعة مع ممارسات طغم دكتاتوريات القرن الماضي البغيضة.

عبد الله / ولد محمد الأمين


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-10-10 06:47:41
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article4650.html