سب الميت في مدارسنا!
وكالة كيفة للأنباء

هذه صور وعبر من تربية مدارسنا :

فالصورة الأولى :

حين تلج مدرسة بوذية أو وثنية في مكان قصي من بلاد آسيا أو أدغال إفريقيا تجد تناغما في السمت والملبس والخلق بين كافة تلاميذها ، ومن يدخل مدارسنا يخيل إليه أنه في حافلة نقل ، فأول ما يغشاه على طاولة واحدة صراخ من يلبس آخر صيحة في موضة الثياب ، ومن عليه من رث الثياب ما يرق له الجنان وتذرف له العينان ، وفيه من أطبقت الحجاب على الوجه والكفين بحجة الاستقامة ، ومن أبدت من السفور ما عجزت عنه عارضات الأزياء رغبة في التبرج أو تماشيا مع بعض العوائد . ومن عليه ((عمامة الدعاة)) من الأولاد ، وأخر أخذت الحلاقة برؤوسهم كل مأخذ نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ، مع إبراز الوشم على عضلاتهم . فهل يحق لنا ياترى أن نتساءل عن قانون يضبط السمت والملبس والخلق في مدارسنا؟ لعله يرشد المتنطع ويهدي المنحرف .

والصورة الثانية

هناك من المعلمين من يتندر ويروج خبرته بين زملائه ويتفاخر بأفضل ما يقدمه من الدروس النموذجية طيلة حياته المهنية ، فأفضل دروسه درسان فقط لا ثالث لهما أكواب من حساء الكفالة ضحى للتلاميذ ومائدة الغداء زوالا ، وأجود عمل يقدمه للمشرف أو المؤطر حين يزوره خنشة أرز من الكفالة تكون خلسة عن عيون القرية ، بل الأجدر عنده التنازل طواعية عن ميزانية المدرسة رهبة وتقية من حيفه أو حياء والذي أخذ حياء كالذي أخذ غصبا. فبهذا ينال رضى القرية وتكريم المشرف .فأين الضمير ؟

الصورة الثالثة :

في خضم حديثه بين بعض أطر الدولة يناقشون فيه موضوع الساعة وتجاذباته ، انبرى استاذ للفيزياء وأقسم بأغلظ الأيمان أن ولاءه للقبيلة أقوى وأرسخ ومقدم على الإطلاق على ولاء الدولة وبرر ذلك بخدمات القبيلة في النوائب والمحن .

إني لا استغرب هذا القول من مواطن بسيط لا يعرف من الدولة إلا مكسها ، أما من نشأ وترعرع في حضن الدولة ومنح إلى الخارج و كان محظوظا في إيابه بأشرف وظيفة وأرغد عيش في كنف الدولة ، يقول هذا أمام ملإ وبدون خجل ، فهذا هو الذي استغربه . فوا أسفاه أليس هذا قد ضاعت تربيته في مدارسنا .

لكن لا تسبوا أباه ( أي الجيل الذي ضيع تربيته في مدارسنا ) فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يضر الميت .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-09-29 06:06:55
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article4569.html