السياسيون في مقاطعةِ كرو وَ خواءُ المطلب..
وكالة كيفة للأنباء

قد يتساءل المتتبع للسياسة في هذه الفترة التي تُعَـدُّ موسما سياسيا بامتياز في موريتانيا بشكل عام وفي مقاطعة كرو بشكل خاص، موسم يأتي بالتزامن مع الخِصْبِ المنشودِ بعد أن مَنَّ الله علينا بتساقطات مطرية تُبَشِّرُ بخريفٍ واعدٍ بإذن الله.

لماذا هذه المقاطعة كغيرها من المقاطعات يتسابق مرشحيها للتقرب من حزب الدَّولة لكسب ثقته من أجل ترشيح هذا أو ذاك لِمَقْعَدٍ نيابي أو لمجلس بلدي من المفترض أنَّ الشعب هو من يملك الخيار لمنحه لا حزب الدَّولة؟.، أم أنَّ الانتخابات المرتقبة والتي حُدِّدَ يوم الثالث والعشرين من نوفمبر لإجرائها لن يكسبها إلَّا من كان جمهوريًّا يُسَبِّحُ بحمد حزبه، ويُقَدِّسُ رئيسه؟.، وذلك ما لا نرجوه.

لقد أثبت سياسيو هذه المقاطعة فشلهم في التصدي للمشاكل التي تَهُمُّ المواطن البسيط والتي تتمثل في أبسط مقومات الحياة، وحين نهض شباب المقاطعة من أجل إيصال مطالبهم للجهات المعنية بعد أن فقدوا الأمل في إيصالها عبر المنتخبين اتُّهِمُوا بالتَّسيِيسِ، والعمالةِ، والانتماء للمعارضة المتطرفة التي تسعى لاستنساخ الربيع العربي انطلاقا من شباب كرو..، لغرض تمييع المطالب والالتفاف عليها.

وأخبرني مَنْ أثق فيه أن شخصًا ساميًّا في الدَّولة اجتمع بؤلئك الشباب الذين أوصلوا تلك المشاكل بطريقة حضارية، و مسئولة، شهد بها المسؤول المذكور، وبعد اجتماعه بسياسيي المقاطعة وأطرها أثنى على الشباب وسأل عنهم فأجابوه " إنهم قُصَّرٌ.. قادمون من الكونغو، و أنغولا، يقضون العطلة و لديهم سياراتٍ فارهةٍ، فلا تُعِـرْ لهم الاهتمام لأنهم سَيَمَلُّونَ ويذهبون، و طَفِقُو يكيلون لهم الشتائم وينعتوهم بأبشع الأوصاف، ظَنًّا منهم أنَّ ذلك سيزيدهم قربًا منه، فأجابهم " هؤلاء الشباب الذين التقيت بهم ليسوا من حدثتموني عنهم" فَبُهِتَ مسئولونا وأطرنا، الذين كُنَّا نُعَوِّلُ عليهم لكن هَيْهَاتَ.

وهاهم الآن يَشُدُّونَ الرِّحَالَ و يُيَمِّمُونَ وجوههم شطر سكان المقاطعة الذين ذاقوا الأَمَرَّيْنِ بسببهم لكن عزاء سكان المقاطعة في ذلك هو أنَّهُ لاحت في الأفق بوادر توحي بِتَخَليِّ حزب الدَّولةِ عنهم وعزمه عدم ترشيحهم ولا أظُنُّ أنَّ من تَخَلىَّ عنه رفاقه يلجئ لجهاتٍ تحتقره أصلاً.

لذلك أوصي جميع الأحزاب السياسية بعدم ترشيح من ثبتت خيانتهم للأمانة، والعمل على إيجاد طريقة لأخذ رأي القواعد الشعبية التي يسعى الكثيرون لتغييبها من أجل الخروج بمرشحين شباب تتجدد بهم طبقتنا السياسية المترهلة بعد أن ناءت عقودا طويلة تحت رحمة من لم يرحم مسكينا قَطُّ بالرَّغم من مواعيده العرقوبيةِ التي أغرقت المقاطعة في غلامٍ دامسٍ حَجَبَ الجهاتِ المعنية عن رُؤيةِ الحقيقةِ لمقاطعةٍ أنعدم فيها الأمنُ.. و الصِّحَّةُ.. وسادَ فيها العطشُ...


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-09-16 11:30:52
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article4505.html