الإعلام العمومي وأزمة المصداقية
وكالة كيفة للأنباء

رغم التطورات العملاقة التي عرفها الإعلام و الاتصال في العالم من خلال الثورة التكنولوجية المعلوماتية ، التي أسقطت الحدود الجغرافية بين الأمم أمام انفجار البث الفضائي وغيرت كل المفاهيم العتيقة السائدة حول الإعلام و الاتصال التي جعلت منه أداة لتشويه الحقيقة ومغالطة الرأي العام ، إلى إعلام مفتوح على مصراعيه يصعب التحكم في كل شارده ووارده. فان السياسة الإعلامية الرسمية في بلدنا ، لا تزال رهينة ذلك التصور التقليدي القائم على احتكار الدولة لوسائل الإعلام الرسمية، والتحكم في كل مصادر المعلومة و موارد الخبر ، من أجل تحسين صورة النظام البائرة بدلا من أن تمد المواطن بالإخبار الصحيحة والتحليلات السليمة وتعبر عن رأيه بكل حرية ونزاهة وصدق .

الأمر الذي تجسده المحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا في مدينة كيفه وغيرها من المحطات الجهوية للإذاعة الوطنية الممولة من عرق الشعب الموريتاني التي تحبس مهمتها العمومية في مواكبة الجولات الروتينية المسؤولين الجهويين وضيوفهم من الوزراء ، تلك الجولات التي لا تأتي بجديد وتنتهي من دون نتائج ، وﺇن كانت تخللها ببرامج مملة وموجهة ، كما أن ضيوفها من نوع خاص واغلب ظني أن المشاركين فيها على الأثير أرقامهم معروفة سلفا الأمر الذي جعل برامجها تافهة وبائرة لدى المستمعين .

فبدلا من أن تقدم فهذه المحطة برامج هادفة لتوعية الموطن وتحسيسه حول القضايا التي تهمه ( النظافة ، الوقاية الصحة ، التعليم ... ) و تتجول بميكرفونها داخل الأوساط البائسة التي تعاني الفقر والجهل والتخلف والمرض ... لكشف تلك الحقائق وما أكثرها وتستضيف المسؤولين عنها لمساءلتهم أمام من يتولون شانهم العام ويتقاضون أجورا مقابل خدمتهم خصوصا المرافق التي لها صلة مباشرة بحياتهم العامة ( البطالة ، الأسعار ، حماية المستهلك ، الأوساخ ، الصحة ، التعليم ، " دكاكين عزيز " ...) .

تبقى حبيسة ما يمليه النظام لتبقى بوقا يخدم مصالحه وأداة يلمع بها صورته الضبابية خصوصا أيام الحملات الانتخابية التي يبدو أن هذه المحطات أنشأت من أجلها وموجهة للذين لايتلقون الإعلام الحر من أجل طمس بصائرهم ونشر الظلام في أوساطهم .

ومع إطلالة موقع وكالة كيفه للإنباء على الفضاء الإعلامي مشكورة رغم إمكاناتها المادية واللوجستية وشح مصادر حصولها على الأخبار ، تنفس المواطن بهذه الولاية نسيم الحرية ، حين أصبح يعبر عن مشاكله من خلال منبرها الحر بكل نزاهة وموضوعية رغم أنف المتسترين على الواقع المزري للمواطنين على مختلف الأصعدة .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-04-09 15:30:26
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article3329.html