طاف بي طائف في منامي أن مشاغبي الدهماء تنادوا مستبشرين بحكم حادثة كرو التي ضرب فيها إداري داخل مكتبه ، فباتو يدوكون أمرهم ويعرضون مطالبهم حتى الغداة، فأجمعوا أمرهم على إظهار الغبطة و السرور لفحوى حكم الحادثة وكتبوا رسالة إلى وكيل الولاية يقولون فيها :
يا أيها الوكيل عندنا إداري قليل الحضور عديم الفائدة لسانه من حديد، وسوطه من قضيب، نريد أن نذيقه العذاب داخل مبنى إدارته وهدمها على رأسه فهل من سبيل ؟!!.
وفينا معلم علق راتبه بحق أو بغير حق لا يهم فهو أصيب في معاشه وقطع رزقه فلا بد له من حرق مكتب المدير الجهوي أو المفتش سواء عنده و أن يمسك رقبة ثوبه ويهزه ويجشه ويطرحه أرضا فهل من سبيل ؟!!.
يا أيها الوكيل نريد جدار الحاكم أن ينقض وسمعته لدى الإدارة أن تنهد، و أن نلج عليه عقر إدارته ونشبعه ضربا بالأيدي و النعال والعصي فهل من سبيل ؟!!.
وفينا غوغائي نذر أن يصفع الوالي ويكسر أجهزته ويتلف وثائقه رغبة في الشهرة فهل من سبيل ؟!!.
يأيها الوكيل هؤلاء كنا نخشاهم من هيبة الدولة التي كانوا يرفلون فيها ، ويستقوون بها وقد فتح الله علينا بحادثة كرو التي أظهرت أن الدولة أحرص على جمع المال من حفظ عمالها وهتك هيبتها.
يأيها الوكيل بحكمك رضينا فما بقي إلا تعميم العدل على الرعية وسرعة الموافقة على عريضتنا التالية التي تطالب بتحديد غرامة اللكم والضرب و الصفع لمسؤولي الولاية داخل أماكن عملهم (كتعويض عن خسائر المركز).
يأيها الوكيل نريد أن يكون الطبيب و المعلم و المفتش لكمه وصفعه مجانا لا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه،ورئيس المركز صفعه بسبع بقرات أو ما يعادلها (690 ألف أوقية).
و المدير الجهوي لكمه و صفعه بثمان بقرات أو ما يعادلها .
و الحاكم لكمه و صفعه بتسع بقرات أو ما يعادلها.
و الوالي صفعه بعشر بقرات أو ما يعادلها.
وبعد مصادقتكم سننفذ المشروع فورا .وبهذا تكون صنعت براعة اختراع بتلبية مطالب شريحة من مشاغبي الولاية التي طالما همشت ونسيت في السجون، و أكثر من ذلك تملأ خزانة الدولة من إهانة مسؤوليها.
و بغتة قفز قط على مواعين الشاي يطارد فأرا فهرعت من فراش نومي فزعا، فقد خيل إلى أن اللصوص سطو على منزلي و حينئذ أدركت أنني كنت في أضغاث أحلام .
غالي ولد الصغير
