Le calame: واحد فقط هو من ينقصنا
وكالة كيفة للأنباء

منذ حادثة إصابة الرئيس بما قيل رسميا إنها نيران صديقة ونقله للعلاج إلى باريس وأنظار الموريتانيين معلقة هناك. يعيش البلد على وقع الأشباح والتصريحات والمكالمات الهاتفية التى أصبحت منذ الآن النفس الوحيد للرجل الشبح، الذى نتحدث عنه دائما دون أن نراه. إذا ما استبعدنا ظهورين، قد كانا على الأقل عابرين، أحدهما

مع وزير الدفاع والثاني مع الجنرال المعالج. لم يشكك أحد فى صحة الأول إذ بدا فيه ضعيفا للغاية وعكست سماته مظهر من خضع لعملية جراحية صعبة، أما الثانية فقد فتحت الباب أمام كل التأويلات. لكل رؤيته وتعليقه على نشر الصورة، وقد سمح القليل من البراعة لبعضهم بتحليل الصورة فنيا ليتوصل إلى خلاصة مفادها أنها لا تعدو كونها فبركة فجة. كذلك فإن أي وسيلة إعلام رسمية لم تبث أي مقطع للرئيس باستثناء رسالة مكتوبة بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وهو ما يجعلنا نتساءل عن أسباب هذا التعتيم. لما ذا تسلم صور الرئيس باليد إلى الصحافة الخاصة دون أن تأخذ الصحافة الرسمية علما بها؟ هذه الوسائل الإعلامية الرسمية التى لو تعافى الرئيس لأمطرتنا بصنوف كثيرة من أصناف التملق والنفاق الأكثر حقارة، ولذلك فهي بحاجة إلى تعليمات واضحة حتى لا تكون صدى لأي معلومة، حتى ولو كانت حيوية فى الحملة التى يقودها أزلام النظام الحالي لمواجهة دعوات الحكم بالشغور فى المنصب الرئاسي، فى حين أن الرئيس فى إجازة فقط كما يقول ولد ابراهيم ولد اخليل السفير المحظوظ الذى يدير اليوم من هناك المصالح الحكومية هنا أو على الأقل ما له منها علاقة بصحة الرئيس، وهو ما لم باستطاعته أن يحلم به. على أية حال فإن الإعلام كشف عن الصورة الكارثة التى أحدثت أثرا عكسيا وزادت الاضطراب حول حالة الرئيس. من تصريح الوزير ولد المحجوب الشهير مرورا بحديث الضابط مطلق النار كما قيل وانتهاء بالصورة المزورة فإن المسار كله لم يكن إلا ألعابا صبيانية يمارسها أشخاص هواة يحشرون أنفسهم فى الزاوية. فرئيس أكبر دولة فى العالم يجمع مستشاريه ليشيروا عليه فى أمر كهذا حتى لا يبدو مضحكا ويسير عكس التيار. حتى لا نتحدث بسوء عن كفاءة من يتحكمون بمصيرنا. وما يهمنا هنا هو أن بلدنا يمر بمرحلة صعبة فى غياب من كان رئيسا يتحكم فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتنا، ولذا فقد ترك غيابه فجوة كبيرة جدا. واحد فقط هو من غاب منا وكأن البلد أصبح خاويا على عروشه، فإلى متى؟ إلى متى يستمر هذا الانحراف الدستوري؟ الطبيعة تخشى الفراغ: فمتى تقرر أن تأخذ حقوقها فى موريتانيا؟

Le calame N° 857

ترجمة الصحراء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-11-14 11:59:56
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article2178.html