عاش الرئيس...مات الرئيس!!/بقلم: عزيز ولد الصوفي
وكالة كيفة للأنباء

عندما تغيب الحقيقة أو يخبو ضوؤها الساطع؛ وفي ظلامة الجهل والتشكيك عندما لا يتبين الناس صدق أو كذب محدثيهم؛ يتحول الأمر من اليقين إلى الظن؛ مثلما وقع لغالبية الشعب الموريتاني اليوم حيال حادثة الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ فجل هؤلاء لم يعد بامكانهم تصديق الروايات التى يبثها الإعلام الرسمي حول صحة الرئيس؛ ولا حتى تلك التى يقوم بنشرها الإعلام المستقل.

فتارة يثبت لنا الإعلام الرسمي أن فخامة الرئيس في صحة جيدة وأنه تعرض لجروح طفيفة وسيعود قريبا في صحة وعافية ليباشر مهامه ويواصل "مسيرة النماء والازدهار" كما يقولون..

وتارة أخرى تنتشر الأنباء كالنار في الهشيم بأن الرئيس انتهى ومات اكلينكيا ودخل غيبوبة من الصعب عليه أن يخرج منها...

وهكذا يبقى المواطن حائرا لا يعرف حقيقة الأمر: هل عاش الرئيس؛ أم مات الرئيس؟؟

لقد كثرت الأقاويل والقصص بل بلغ الحد بالبعض إلى التفكير في تأليف الكتب حول حادثة اطلاق الرصاص على الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ ومع كل ما نشر وفي ظل آلاف الأحرف التى سطرت عن الموضوع تغيب الحقيقة وتتبد أحلام المواطن البسيط الطامحة إلى الاطلاع على ما يدور من حوله؛ وتتناثر في خلجاتنا العشرات من الأسئلة والاستشكالات من قبيل:

أين الرئيس؟

هل هو على قيد الحياة؟

هل بصحة جيدة؟

متى سيعود للبلاد؟

هل هو قادر فعلا على القيام بمهامه بعد الحادثة؟

ماذا يريد منا العسكر؟

هل سيفرضون علينا جثة هامدة؟

هل سيقومون بغدر صاحبهم وطعنه في الظهر؟

أين المطبلون للنظام؛ لماذا لا ينطقون؟

أين بياناتهم وندواتهم الصحفية؛ ومسيرات التأييد والمساندة ومبادرات الدعم؟

أين هي المعارضة؟

أين هي من مصلحة البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها؟

هل هي فعلا وراء نشر الأراجيف والأكاذيب قصد زعزة أمن البلاد واستقرارها كما اتهمها خصومها في النظام؟

كل هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة ليطلع المواطن الموريتاني على حقيقة ما يدور من حوله؛

لكن لا أحد لديه الجرأة على الأجوبة على هذه الأسئلة التى تطرح نفسها اليوم؛ فالكل سواء في الموالاة أو في معارضة همهم الوحيد هو الحفاظ على مصالحهم...

ليبقى المواطن المسكين هو الضحية؛ فهو الذي تتعطل مشاريعه التنموية ومصالحه؛ وهو الذي تنهب خيراته في الظلام الدامس؛ وهو الذي يبقى معلقا في حبل من الأماني والوعود العرقوبية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-10-28 06:25:30
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article2050.html