افتتاحية/عندما يشرف الوزير على ذبح الدولة،لن يغسل درنك ماء البحر يا ولد لوداعه !!
وكالة كيفة للأنباء

وطنك الذي درجت على أرضه، وعشت تحت سمائه ، من هوائه العليل استنشقت ،ومن مائه الصافي شربت، غذتك مدارسه ومعاهده بلبان العلم والمعرفة فخرجت رجلا نافعا لا تسلمه ولا تخذله ، ودافع عنه إن نزل به مكروه أو حلت به ضائقه فله من الحقوق ما لواليك عليك.

خمسة عشرة يوما ووزير التجهيز والنقل محمد عبد الله ولد لوداع يجوب عرض ولاية لعصابه وطولها ويتجول بين أحياء مدينة كيفه وهو يتمايل على أنغام أناشيد القبائل ويمشي الهوينى على شعاراتها وهتافاتها ويستظل بلافتاتها.

قبل هذا "المثقف الشاب الواعي" الذي درس في الخارج وخبر ثقافات الآخر وهو لاشك دارك لخطر وسوء ما يفعل أن يستسلم للقبائل لتفعل ما تريد وتنفذ ما تشاء و تفرض أسلوبها القبيح، المدمر في حملة هو مديرها وواضع برنامجها.

لم تغادر شفتاه الابتسامة وهو يستمع إلى خطاب رئيس االقبيلة،و يستمتع بإلقاءات شعرائها ويتبادل التهاني مع رموزها وهم يقدمون له في أبواق مدوية أمجاد القبيلة وتاريخها وأماكن تواجدها فيهز الرأس ويبدي من السرور والتفاعل ما لا يخطر على بال بشر.

خمسة عشرة يوما وولد أوداعه يترأس من حي إلى حي حفلات القبائل عبر برنامج محكم وضعته الحملة يعطي لكل قبيلة ليلة أو نهار.

15 يوما لم يغضب فيها هذا الوزير "للدولة" مرة واحدة، ولم يظهر اعتراضا على هذه الأساليب الفجة الضارة.

لم يكلف نفسه وضع خطة تحفظ القليل المتبقي من هيبة الدولة وقيم الجمهورية ، لم يهتم بالحد من هذه المظاهر الهدامة، لم ينبس بكلمة طيلة هذه الحملة لتوجيه خطاب أو تقويم اجتماع في أبشع الأوقات التي كانت القبلية ترفع وقاحتها إلى عنان السماء.

كان بوسعه أن يجعل هذه المظاهر على الأقل تحت لافتات الحزب الحاكم، كان بوسعه أن يمنع لافتات القبائل المرفوعة على رأسه المكتوبة بالخط الغليظ ، كان بإمكانه أن يصدر أوامره بمنع هذه الأساليب الوقحة و إخراج مهرجانات قبلية بأقل الأثمان، لكن الغريب أن صاحبنا أشد اندفاعا وأكثر غبطة من الجميع وهو يحضر هذا الاجتماعات التي خرجت بعيد عن الحد الأدنى من اللباقة.

سلطة بكاملها تتنقل من قبيلة إلى أخرى لترقص وتغني على جثة وطن حمل نعشه رؤساء قبائل ليواروه إلى مثواه الأخير.

كان المستعمر الفرنسي قد اكتشف طريقة "الحصرة" وهو الأسلوب الذي يمكن من تفريق القبائل وإشعال نار المنافسة بينها فكان يجمع القبيلة لإحصائها ولجمع المال عليها في مواسم معينة ولأجل بقائها قوية حية تنفيذا لسياسية "فرق تسد" التي بسط بها نفوذه وهي الخطة التي نفذها ولد لوداعه في ولاية لعصابه.

ولد لوداعه لن يغفر لك هذا الوطن، لن يغسل درنك ماء البحر.

أسبوعان من أجل عرض الدنيا الزائل وقد أحييت النعرات وأيقظت الحزازات وبعثت الأحقاد وفرقت مجتمع هذه الولاية شيعا.

لقد اخترت أيها - المفسد - الطريق القصير لملئ الصناديق وهو إحياء القبائل واستنفارها والتوجه إلى الرعية بدل المواطنين وتخريب القليل المتبقي من علامات الدولة وقيم الجمهورية.

ورغم ما اخترت لنفسك من أساليب مدمرة وطرائق مخلة لجمع الأصوات فقد منيت بأسوء هزيمة.

لقدامتنع سكان ولاية لعصابه عند التصويت وشهد الكافة بتزوير ما اعلنتم من نتائج وكانت الضربة القاسية ما حصل في المدن الكبرى إذ قاطع الناس العملية فانبريتم إلى الفيافي والأرياف لحشو الصناديق عبر رؤساء مكاتب خانوا الأمانة وقبلوا أن يكونوا جزء من المؤامرة.

سيأتي يوم لن تستطيع فيه رفع الرأس وستعوض "الدولة" ما انفقت عليك حتى خرجتك رجلا نافعا.

سحقا لهذه النخبة وأف لهذا الزمن.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-08-07 10:03:59
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article19167.html