إلى أين تتجه موريتانيا ᴉ؟
وكالة كيفة للأنباء

كان الناس إلى وقت قريب يتطلعون إلى تنظيم حوار و طني شامل لجميع مكونات الساحة الوطنية ، من القوى الحزبية و السياسية و منظمات المجتمع المدني لإخراج البلاد من المأزق أو وضعية الانسداد و التجاذب التي تتخبط فيها منذ سنوات .

غير أن البطء الشديد في تقدم النضج السياسي و هبوط روح المسؤولية لدى أكثر من طرف من الأطراف المتحكمة في المشهد الوطني ألقيا بسلبيات كثيرة على أجواء هذا المشهد ؛ الأمر الذي أدى ،ومازال يؤدي ، إلى مزيد من الجفاء و التدابر بين مختلف الفرقاء .فلم يستطع النظام ، بكل ما لديه من أوراق ، أن يرتقي إلى مستوى من النضج و المسؤولية يمكنه من تجاوز تفاصيل صغيرة ، عادة ما تثيرها قوى المعارضة بهدف تنويع و تكثير أوراقها في إطار سعيها لكثيف الضغط على النظام .ولم يتسن ، من جهة أخرى ، لزعماء هذه المعارضة ، أن تتجاوز تلك التفاصيل لتعرف كيف تتعامل مع نظام يسير بعقلية عسكرية خالصة ، يصاحبها نقص حاد في معرفة إدارة الشأن المدني و قيادة الدول التي تختلف كليا عن كيفية قيادة وحدة أو كتيبة عسكرية .

و بين هذه العقلية العسكرية المتحجرة ، وبين تكتيكات معارضة غير موفقة دائما ، تتجه البلاد ،يوما بعد يوم ، نحو المجهول ؛و كأن القدر يسوقها نحو أخذ حصتها من الفوضى ، لا قدر الله ،التي تذوقها الشعب العربي في مشرقه و في ليبيا بمغربه .

غير أن إصرار النظام على إحداث تغييرات في رمزية العلم و كلمات النشيد الوطني للبلاد – التي لم تكن مطلبا شعبيا ولا مطلبا نخبويا ضاغطا منذ استقلال البلاد – يبعث على الاستغراب ، خصوصا و أنه في ظل ظروف هي الأسوأ في البلاد على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي .كما أن رفض مجلس الشيوخ بأكثرية كبيرة لهذه التغييرات ،برغم أنها من القوى الموالية للنظام ، جاء ، هو الآخر، ليزيد أرضية البلاد ضعفا على ضعف ، وليكشف ، بدرجة مقلقة ، أن هذا النظام لا يملك ما يكفي من الوعي بخطورة الظرف الذي يمر به نظامه بوجه خاص ، وتمر به موريتانيا بوجه عام .وهكذا ، بدأ كل فريق ، في غياب روح المسؤولية و برودة العقلانية ، يتميز من الغيظ على خصمه لتتجه البلاد نحو مستقبل ينذر بعدم الاستقرار السياسي و دخول البلاد ، ربما إلى غير رجعة ، من بوابة البلابل السياسية و القلاقل الاجتماعية ، إلى المجهول حقا ؛ إذا لم تتدارك القوى الحاكمة هذه الوضعية و تتصرف بشيء من الحكمة و الدراية اتجاه الخطر الذي تقود البلاد إليه .

إننا- في حزب البعث العربي الاشتراكي في موريتانيا ، الذي يقف في مسافة واحدة إزاء جميع القوى الحزبية و لا تمثله أي قوة سياسية أو تنوب عنه - ندعوا جميع الشركاء إلى الاعتبار من الجحيم الذي دخله العرب في المشرق ، والذي تعمل جهات دولية على إدخال لهبه من أكثر من فجوة في منطقة المغرب العربي و خصوصا من القطر الموريتاني.

جريدة الدرب العربي


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-04-01 13:16:28
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article17750.html