افتتاحية/لعصابه.. القدور أولى من الدستور
وكالة كيفة للأنباء

حديث المواطنين في مدينة كيفه حبيس المتاعب والآهات والسؤال الدؤوب عن شربة ماء وعما يزيل أوساخ المدينة التي أصبحت وكرا ملوثا، ولم يستطع الدستور والكلام عن التعديلات أن يحجب حديث شؤون الساعة الذي يدور حول تلك القضايا الملحة ، الحيوية ولا يبرحها لحظة واحدة.

العامة وكبار المسؤولين و الناشطون المدنيون والمدرسون والعمال البسطاء وحتى الوجهاء لا يرون ضرورة للتعديلات الدستورية التي تصر السلطات الموريتانية على تنظيمها في ذروة صيف هذا العام.

الكل يتحدث عن عبثية هذه العملية ولا أحد يحسبها من أولويات المواطن الذي تطحنه ظروف معيشية صعبة وتشغل باله لقمة تافهة لأطفال يتضورون.

لا يهتم هذا المواطن لقرارات لا تأخذ عطشه في الحسبان ولا تعالج مشكلة الغلاء الحادة ولا تضع حدا لفوضوية الأسعار وتغول الليبرالية.

لا يكترث هذا المواطن بأشياء لا تضيف جديدا للتغطية التعليمية المتردية ولحالة تعليم مأساوية.

لقد انتهت مسرحية دكاكين أمل ولم يعد بهذه الدكاكين ما يجذب زائرا واحدا ، ولم يكن بمقدور الأمهات الاصطفاف أمام محلات "ياي بوي" ذات الرائحة النتنة بعد بلوغ الحرارة 47 درجة في صيف قاس وجاف.

المنمون يغضبهم الحديث في السياسة بعدما بدأوا موسم الجفاف ، يهشون خلف قطعان ،لا يجدون نقطة ماء لسقايتها ولا جيبا عشبيا كافيا بعدما احترقت الأرض بقرابة 40 حريقا.

والمزارعون لم يحصدوا حبة واحدة هذا العام نظرا لتهدم السدود واستئساد الآفات و الافتقار إلى الحد الأدنى من الوسائل.

مدينة تعج بروائح الجيف والقاذورات و تعبث بمقدراتها بلدية لا تبدي اهتماما لغير جني الضرائب من الأرامل والأيتام والمعدمين.

ليس هناك حتى الآن من يولي أبسط اهتمام للحديث عن الدستور وحملته وخطاب الرئيس في ملح كل ذلك لا ينفع في طعام الناس هناك ولا في شربهم ودوائهم ، وهم الذين اكتووا بأكاذيب الساسة والحاكمين عدة عقود فلم يظفروا بغير الأسى والحرمان والتردي.

صحيح أن الأطر والوجهاء تدفقوا من نواكشوط لتجييش العواطف القبيلة والفئوية.

وصحيح أن تفجر العواطف ونزواتها سوف يلجم العقول عن التصرف الصحيح فالسباق سوف يحتدم على أن لا يكون صندوق أهل فلان أكثر قولا لنعم من صندوق أهل علان .

ويومها سيكرر الشعب خطيئته ويرسم رغما عنه طريقا جديدا موصلا إلى المزيد من الجوع والحرمان والتردي.

هذا في حالة ظل يوجد شيء اسمه "موريتانيا" بعدما وضعها هذا الرئيس المتهور وهذه الحكومة العاجزة ، الكاذبة ، الخاطئة و رجال قبائل جبناء على فوهة بركان.

وكالة كيفه للأنباء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-07-30 08:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article17738.html