في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن تنفيذ 70% من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، فإننا في "ضحايا ضد الفساد" نعلن استغرابنا الشديد لتجاهل بعض الوعود الهامة التي أطلقها الرئيس، والتي التزم بتنفيذها من بعد تنصيبه، أي أنها لم تكن وعودا انتخابية، بل كانت وعودا أثناء مزاولة المهام، وهو ما يعني أنها كانت ـ على الأقل نظريا ـ أكثر جدية وأكثر مصداقية.

ومن بين تلك الوعود ذلك الوعد الذي أطلقه رئيس الجمهورية من الثانوية التجارية، وتعهد بموجبه بتوفير مائة ألف طاولة مدرسية خلال عامين فقط، وهو الوعد الذي التزمت وزارة التكوين المهني بتنفيذه عن طريق المراكز المهنية التابعة لها.

هذا الوعد كان قد أكده أيضا الوزير الأول أثناء تقديمه لحصيلة الحكومة أمام البرلمان بتاريخ 07 ـ 01 ـ 2011، حيث أكد حينها بأن المائة ألف طاولة ستكون جاهزة من قبل نهاية العام 2011، أي أنه كان من المفترض أن تكون المائة ألف طاولة قد تم توزيعها على المدارس في مطلع العام الدراسي الماضي، ولكن الذي حصل كان هو العكس تماما، فهذا وزير الدولة للتهذيب يقدم بيانا في مجلس الوزراء الأخير يعلن فيه عن النقص المسجل في المقاعد المدرسية.

ولأن هذا المشروع قد تم تجاهله بشكل كامل إعلاميا، وعلى مستوى نقاشات البرلمان، وعلى مستوى مفتشية الدولة رغم بعض التسريبات التي تحدثت عن فساد كبير على مستوى توفير الخشب اللازم، والذي كان من المفترض أن يتم استيراده من الخارج.

لكل ذلك فإننا في "ضحايا ضد الفساد"، وفي إطار حملة "نأسف للإزعاج " فقد وجدنا من الضروري أن نذكر الحكومة والرأي العام على حد سواء، بهذا الوعد الذي لم يتحقق حتى الآن، رغم أنه لم يكن وعدا انتخابيا، بل كان وعدا تم تقديمه أثناء مأمورية الرئيس، وأثناء مزاولته لمهامه.

نواكشوط بتاريخ، 03 ـ 09 ـ 2012