عزيز والأطفال الأربعة
وكالة كيفة للأنباء

ماذا لو صرفت حكومة ولد عبد العزيز الرواتب للعمال قبل أوانها..ماذا لو تحصل الطبيب "القاتل" المريض على علاج حقيقي ونفسي في مصحة حقيقية للأمراض العقلية..ماذا لو أسهمنا جميعا في شن حرب لا هوادة فيها على إسراف النساء وإلحاح النساء وقوة العادات الاجتماعية البالية..

حادثة عرفات تقول في تفاصيلها إن وزارة الصحة مذنبة وهي المسئولة بالدرجة الأولى عن الجريمة..فقد أثبتت الأشهر القليلة الماضية أن أغلب من انتحروا أو أجرموا يعانون من مشاكل وأمراض نفسية مشخصة من قبل الأقارب, وليس من طرف أخصائيين في الطب النفسي..علينا أن نتساءل: لم لم تستثمر الوزارة والحكومة بالتالي في مجال طب هو أكثر ما نحتاجه اليوم في بلد تجعل تناقضاته كل مواطن عرضة لأن يصاب بالجنون:انقلابات تنجب ديمقراطية مع أن الديمقراطية عدو لدود لغصب السلطة..تظاهر بالإسراف والتباهي بين الناس مع أننا بلد فقير وديننا يأمر بعكس ذلك,,علماؤنا يتحدثون في التلفاز عن الزهد في متاع الدنيا وعلى كل واحد منهم رقعة بيضاء تباع بمائة ألف أوقية..وهؤلاء هم من يمثلون تعاليم السماء في الأرض..فقيرنا لا ينظر إلا إلى الأعلى, مع أن في الأفقر منه عبرة كان يمكنه الاستفادة منها..المفسد القديم لدينا يتحول بين عشية وضحاها إلى نبي مرسل بفضل جلسة يقضيها مع قادة المعارضة..دخان في الشارع وتلوث وصراخ وحر شديد وتسارع في دقات القلب..ومتملقون للرئيس يصعدون سلالم السوق على عجل..يلهثون حتى لا يتصدق أحدهم على الجائعين المتسولين, فهو هنا لشراء لبس العيد لأبنائه..يصعد لاهثا ويهبط لاهثا.. ولأنه متملق بامتياز يستطيع الشراء بيسر..بورصات سياراتها تشغل مؤشر الخطر..خطر عيد الفطر المبارك..شباب لا يملكون إلا أ يبيعوا سياراتهم لهذا اليوم المبارك..تتسارع الدقات..جلبة وضوضاء وهواتف تسأل عن العيد..وحر شديد وأزيز إنها لحظات ما قبل الجنون"الفطري"أو "الأضحوي":ماذا اشتريتم؟ماذا ستشترون؟..النقود اختفت من المدينة, وفي المدينة دائما نفط وسمك وذهب وحديد ومليونا شخص ستعيدهم الحالة المدنية إلى مليون موريتاني..من يقرضني للعيد بأضعاف مضاعفة؟هؤلاء لا يعرفون "التشبيك" بعد.. من يحل مشاكلنا؟لا أحد؟ الرئيس عاد بالأمس ؟نعم عاد لكنه يفكر في عفو سيرضي فرنسا ويخرج به نفسه من مأزق ظلم الشاب ولد الداده ..يفكر في عفو آخر لابد منه, فالتلفيق ضد بيرام ورفاقه لم يقنع الكثيرين بعد الجعجعة الأولى..مشاكل الرئيس هي ذي, وآخر ما يفكر فيه هو العيد ولبس العيد وكيف سيتمكن أطفال الفقراء من الذهاب إلى ملهى"شهرزاد" حيث الألعاب و الدمى والأفعوانيات والقطار..لا.. لا الرئيس أكبر من هذا..لكن هل الرئيس حقا أكبر من أن يجنب البلاد مآسي بحجم مأساة عرفات؟سيتساءل الكثيرون حقا أو تزلفا:كيف ذلك؟ وما علاقة المعتمر بكل هذا ؟

..لو أن الرئيس صرف الرواتب قبل أوانها..لو أن الرئيس جمع مجانين البلد في مصحات خاصة وصنفت حالة كل واحد منهم : هذا الشخص مجنون هادئ, أو هذا شخص يشكل خطرا بالغا على نفسه وعلى الغير, كما يفعلون في بلدان العالم الأخرى..لو أن زوجة الرئيس قادت كسيدة "أولى"حملات توعية حقيقية ضد الإسراف وفتحت خزائنها مع ذلك لتوزيع كسوة العيد حيث أنها لن تدفع من جيبها..لو أن الرئيس أمر العلماء -وأغلبهم للأسف يأتمرون بأمره- بالحض على التقشف وعدم التبذير والتباهي, وقدموا الأمثلة في أنفسهم وأولادهم..لو أن الرئيس القادم من عمرته للتو صرف راتبا إضافيا بمناسبة العيد والمجاعة والعمرة والمساعدة التي جلبها من البنك الإسلامي..لو أنه فعل كل هذا لما ذبح الطبيب المريض أطفاله.

كان الطبيب المريض حينها سيبقى في المصحة إلى أن يكون مؤهلا لممارسة الأبوة والتمريض ولما ترك حرا في وهو يعاني ويعاني..ولما كان غضب من زوجته المسكينة حينها, لأنها كانت هي الأخرى ستحصل على الكسوة من الراتب الإضافي للعيد أو من مساعدات السيدة الأولى أو لما اهتمت كثيرا بسبب حملات العلماء واكتفت بما تيسر..الرئيس مسئول عن كل شاردة وواردة في هذا البلد, خاصة إذا كانت هذه الشاردة قد شردت خوفا منه أو وردت طمعا في الشرب من حياض هو من يحرسها ويطرد الناس عنها...الرئيس مسؤول عن هذه الرعية بموجب الانتخاب وليس الانقلاب..لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. لولا تكرارنا لهذه الكلمة وقليل من الصبر لأصبنا جميعنا بجنون الدونية وقلة الحيلة والظلم والغبن والهوان.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-08-17 06:03:39
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1640.html