وكالة كيفه في لقاء مع رئيس المركز الموريتاني لعلوم الوقف (مقابلة)
وكالة كيفة للأنباء

دأبت وكالة كيفه للأنباء على اغتنام فرص تواجد المثقفين والأكادميين والأطر من أبناء ولاية لعصابه في عطل عند ذويهم هنا للاستفادة منهم كل حسب مجاله، وفي هذا الإطار التقت الوكالة يوم أمس برئيس المركز الموريتاني لعلوم الوقف (MESC) الدكتور سيدي محمد ولد محمد المصطفى في مدينة كيفه وأجرت معه مقابلة تناولت أهداف المركز ووسائل تحقيقها إضافة إلى واقع الوقف في موريتانيا وهذا نص المقابلة:

وكالة كيفه للأنباء: السيد الرئيس المركز الموريتاني لعلوم الوقف هو أول مركز من نوعه في موريتانيا يهتم بعلوم الوقف حدثنا عنه؟

سيدي محمد: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أشكر وكالة كيفه للأنباء والقائمين عليها على الاستضافة الكريمة وعلى الحرصكم على نشر الثقافة والوعي في المجتمع.

وفي الإجابة على سؤالكم أقول إن الوقف كان ولا يزال على مدار التاريخ الإسلامي يهتم بالأبعاد الإنسانية، إلى جانب كونه عبادة دينية في المقام الأول، وحضارتنا الإسلامية زاخرة بالأمثلة والشواهد التي تشير إلى عظمة الوقف في مجالات التربية والتعليم والثقافة والاقتصاد والاجتماع، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. وقد تنوعت هذه الأوقاف حيث كانت تسهم في التقدم العلمي والتكنولوجي وفي توفير الخدمات الأساسية من صحة وإسكان وعلاج وغيرها، علاوة على الأثر المالي الهام على ميزانية الدولة وتخفيف الكثير من الأعباء عنها، وبناء عليه فأهمية الوقف والحاجة إليه في العصر الحاضر تتزايد يوماً بعد يوم مع تزايد الطلب على الخدمات العامة وتنوعها من جهة وعجز السلطات عن مواجهة هذه الطلبات من جهة أخرى.

من هنا تعاظم أثر الوقف الإيجابي على مختلف مقومات حياة الأمة الإسلامية المعاصرة فشهد العقدان الأخيران من القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين نشاطا ملحوظا نحو إيجاد آليات وطرق لتنشيط دور الوقف في المجتمعات، ابتداء بتفعيل نظام الوقف في المؤسسات المالية الإسلامية والاجتماعية، وبتأسيس مجالس وأمانات ومراكز واتحادات خاصة بالوقف تنظيم وترتيب أوضاعه، ما أسهم في الارتقاء بالعمل الوقفي بصورة ملحوظة، من هنا جاءت فكرة تأسيس المركز الموريتاني لعلوم الوقف.

وكالة كيفه للأنباء: أين موريتانيا من هذا الواقع الوقفي؟ وهل توجد أوقاف؟

سيدي محمد: في بلادنا مر الوقف بمرحلتين أساسيتين هما: مرحة ما قبل الاستقلال:

حيث ازدهر الوقف وتنوع لكنه كان بسيطا يتناسب مع الحياة البدوية التي سيطرت لعدة قرون على حياة المجتمع الموريتاني, وتجلت مظاهره في وقف الحيوانات، وواحات النخيل وحفر الآبار وتشييد المساجد والمحاظر التابعة لها، كما هو الحال في مسجد ولاتة العتيق وغيره والذي حسب بعض الروايات أنه من إنشاء أحد أحفاد عقبة بن نافع الفهري، الذي فتح الله على يديه هذه المنطقة سنة (50هــ/670م) وقد بني في القرن الثاني الهجري، وملحق به مكان مخصص لقدور الماء الموقوفة للشرب والوضوء، وقد اعتمد أئمة المساجد وشيوخ المحاظر على ريع الأوقاف في هذه الصحراء القاحلة، كما اعتمد عليها الفقراء والمحتاجين، لذا فقد ظل الوقف قائما في بلادنا منذ أن دخلها الإسلام إلى اليوم. والمرحة الثانية ما بعد الاستقلال:

حيث تطورت تلك الأوقاف إلى عقارات ذات قيمة تجارية معتبرة في العاصمة وفي مختلف ولايات الوطن بعضها أوقاف خيرية عامة نشأت عن فعل محسنين وبعضها أوقاف من بيت المال وهو ما يعرف (بالإرصاد) تتولى نظارته مؤسسة الأوقاف الوطنية، وأوقاف أخرى أهلية يختار الواقف لها مؤتمن يقوم بنظارتها، وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي أدركت السلطة الحاكمة في البلد أهمية العناية بهذه الأوقاف في إطار مؤسسي معاصر فأنشأت لذلك عدة مراسيم تنظيمية مثل المرسوم رقم (119/82 الصادر بتاريخ 8/10/1982م) القاضي بإنشاء "مكتب الأوقاف الموريتاني"، والمرسوم رقم (128/1984م المنشئ (للهيئة الإسلامية للأوقاف)، والمرسوم رقم (57/1997م القاضي بإنشاء "المؤسسة الوطنية للأوقاف" المؤسسة القائمة الآن.

وكالة كيفه للأنباء: ما هي أهداف المركز؟

سيدي محمد : لقد تطرقت النصوص المنظمة للمركز لأهدافه العامة والتفصيلية نذكر منها: توعية المجتمع بأهمية الوقف وأحكامه الشرعية والقانونية، تسويقا لفكرته وبيانا لفضله، ومنها تقديم الدراسات والاستشارات للأفراد والمؤسسات في مجال الأوقاف وصياغة وثائقها وفقا القواعد الشرعية والقانونية. ومنها كذلك إيجاد قاعدة معلومات علمية شاملة لجميع قضايا الأوقاف الشرعية والقانونية، والتعاون مع ذوي العلاقة وبناء الشراكات الإستراتيجية معهم لتحقيق التكامل في مجال الأوقاف.

وكالة كيفه للإنباء: ما هو السبيل إلى تحقيق هذه الأهداف؟

سيدي محمد: سنقوم بتحقيق هذه الأهداف من خلال وضع خطة إستراتيجية واضحة المعالم بعيدة ومتوسطة وقريبة المدى وفق سياسة مرسومة تمثلت في التباع منهجية وأسلوب العمل المؤسسي، حصر الأنشطة في مجال الأوقاف، الاهتمام بالمنجزات والمستجدات العلمية والتطبيقية محليا ودوليا في مجال الوقف والاستفادة منها في معاجلة القضايا المعاصرة. إضافة إلى التعاون مع الجهات البحثية والاستشارية والمؤسسات ذات الصلة بالوقف.

وبوسائل أخرى تفصيلية حيث سيقوم المركز بتحليل الواقع، وتقديم رؤى مستقبلية من أجل النهوض بواقع الوقف الإسلامي في بلادنا وتطويره إلى مستوى أفضل، وفق مرجعيات أكاديمية وإستراتيجية وفي سبيل تحقيق ذلك: سنقوم بالبحث العلمي في جميع المجالات ذات الصلة، وتوليد الأفكار، واكتشاف مصادر ومصارف جديدة والسعي لتحقيقها. وتقديم الخطط والاستراتيجيات المبنية على أسس علمية لأصحاب الشأن؛ من أجل اتخاذ القرارات على أسس متينة مدروسة ومعدة سلفاً، تبعاً للحقائق العلمية، والمعطيات الواقعية. ومن ثم العمل على اكتشاف الخبرات العلمية من العلماء والباحثين، وصقل مواهبهم، لاستثمار هذه الطاقات والإفادة منها كل بحسب اختصاصه.

وكالة كيفه للأنباء: ما هي خدمات المركز؟ ومنهم المستهدفين منها؟

سيدي محمد : يقوم المركز بتقديم خدمات متنوعة منها تقديم الاستشارات في مجال الأوقاف صياغة وثائق الأوقاف وفق القواعد الشرعية والقانونية وحسب معطيات الواقف. إعداد ونشر الدراسات والبحوث العلمية والفتاوى والمقالات والتحقيقات العلمية المتخصصة في الأوقاف واستكتاب العلماء والمتخصصين فيها.

إبراز التجارب الناجحة للأوقاف في الماضي والحاضر محليا ودوليا، والتعريف بالأنظمة واللوائح المتعلقة بالأوقاف. تقديم رؤى مستقبلية وفرص استثمارية وقفية دائمة. تنظيم الملتقيات العلمية والمؤتمرات والندوات المتخصصة في مجال الأوقاف. إضافة إلى إقامة الدورات المتخصصة في مجال الأوقاف. ونستهدف بذلك الجهات الحكومية ذات العلاقة، العلماء وطلبة العلم، المؤسسات الخيرية ورجال وسيدات الأعمال، القضاة والمحامون، وعامة أفراد المجتمع.

وكالة كيفه للأنباء: ما هي مصادر تمويلكم في المركز الموريتاني لعلوم الوقف

سيدي محمد: لقد نصت المادة العاشرة من النظام الأساسي للمركز على مصادر تمويله وهي الدعم المقدم من طرف الهيئات الحكومية وغير الحكومية الهبات والتبرعات غير المشروطة الوصايا والأوقاف ريع الأنشطة العلمية والبحثية التي يقدمها المركز.

وكالة كيفه للأنباء: السيد الرئيس أخيرا ما هي رسالة المركز؟

سيدي محمد: رسالة المركز هي الإتقان في تقديم الدراسات والاستشارات المبنية على أسس علمية في قضايا الأوقاف ونشر الوعي بالوقف في المجتمع من خلال عمل مؤسسي يقوم على استثمار الكفاءات المتخصصة، وبناء الشراكات الإستراتيجية.

أجرى المقابلة الشيخ ولد أحمد


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-01-08 01:13:27
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article12886.html