دبلوماسي فرنسي يكتب إلى هولاند عن دعوة ولد عبد العزيز
وكالة كيفة للأنباء

الموضوع: دعوة الدكتاتور الموريتاني، غير الملائمة أبدا، لاحتفاليات 15 مايو

سيدي رئيس الجمهورية، خلال استماعي لخطابكم الذي بثته على الهواء مباشرة قناة فرانس 2 من مدينة تيل، شدت انتباهي جملة نطقتموها؛ فقمت مباشرة بنقلها إلى إفريقيا وخاصة إلى أصدقائي الموريتانيين الذين أتابع شؤونهم وتحركاتهم والفاعلين منهم؛ باختصار (أتابع) مصائبهم منذ 34 سنة، أي عندما بدأت، من بلادهم، حياتي في الخدمة الوطنية وأنا في العشرين من عمري. لقد قلتم حينها ما نصه: "بلادنا ليست أي بلاد، إنها فرنسا، السلام، الحرية، الاحترام، القدرة على إعطاء الشعوب إمكانية التحرر من الدكتاتوريين والأحكام غير الشرعية القائمة على الفساد". انتهى الاستشهاد. لقد وردت علي عشرات الرسائل الإلكترونية ليلة الإعلان عن فوزكم، بينما كنتم تحتفلون في لا باستي. مما يترجم أملا حقيقيا في التغيير، وهو ما أملى علي أن أكتب لكم. إلى ذلك يبدو أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز، الذي يشغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، يستعد للمجيء إلى باريس لحضور تنصيبكم المقرر الثلاثاء 15 مايو. اسمحوا لي أن أسوق إليكم الملاحظات التالية:

1- إذا تمت دعوته باسمكم فإنكم تعطون دليلا على تناقضكم التام مع خطابكم في تيل. إن أقصى درجات التعبير عن افرانسافريك (فرنسا-إفريقيا) هي بالتحديد هذا الانقلابي الذي تم تشريعه باقتراع فُرض إجراؤه وزُوّرت نتائجه. هذا الانقلاب، الذي أطاح بأول رئيس للبلاد يتم انتخابه في اقتراع تعددي شهد شوطين اثنين، وعرف مراقبة مئات من الخبراء الذين أوفدتهم عدة منظمات متخصصة؛ هذا الانقلاب، إذن، لقي في البداية معارضة ساركوزي. وهو شيء عادي. لكن غير العادي هو شراء التحول في الموقف الفرنسي: الإليزيه منفردا مقابل وزارة الخارجية ووزارة التعاون؛ بل كلود غيان، لوحده في الإليزيه، أقنع سلفكم بعكس ما يراه مستشاره الدبلوماسي جان-دانييل ليفييت ومساعدوه.

وفي شتمبر 2008، أي شهرا واحدا بعد الاعتداء على الديمقراطية، استضاف مكتب كلود غيان الجنرال غزواني، الصديق الموثوق للانقلابي، رغم أن الاتحاد الأوروبي، عملا بمقتضيات المادة 96 من اتفاقية كوتونو، كان قد حظر منح أي تأشرة دخول للانقلابيين. وقد تم دفع تكاليف الغداء الذي أقيم بمناسبة هذا اللقاء، والبالغة حوالي 100 ألف يورو، إلى روبير بورجي عبر كاريم غاي. وبإمكان مديري ديوان وزير الخارجية ووزير التعاون، اللذين يشغلان حاليا مهام رسمية في بروكسيل وأنتاناناريفو، إضافة إلى محامي فرانسافريك (فرنسا-إفريقيا)، أن يثبتا ذلك.

2- لقد صرح سلفكم، في نيامي يوم 27 مارس 2009، أن الانقلاب لم يشهد أي مقاومة، وفي آخر قول له كمترشح، أمامكم يوم 4 مايو، أن انتخابات يوليو 2009 كانت سليمة، لذلك قد تصطدمون بالتحليل السائد بشأن موريتانيا. إن سفيرنا الحالي في موريتانيا، والموجود في منصبه منذ 6 أشهر، لم يقم لحد الساعة بزيارة، ولو مجاملة، للرئيس السابق، سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي كان من المفترض أن يكون نيكولا ساركوزي قد اتصل به هاتفيا عقب الإطاحة به. وهي كذبة واضحة، على غرار قصة حائط برلين أو فوكوشيما. لقد اضطررت إلى الاحتجاج لدى كريستيان فريمون باسم الرئيس الموريتاني بطلب من هذا الأخير.

3- قام محمد ولد عبد العزيز، منذ "إكسابه الشرعية"، مما جعله أقوى أمام الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، بإيقاظ جميع الشياطين الوطنية: الجدل الإثني واللغوي، الجدل بشأن العبودية... بتهييج طلاب جامعة انواكشوط بعضهم ضد البعض الآخر، وبحماية الاسترقاقيين ضد المناضلين ضد العبودية الذين يزج بهم غالبا في السجن. كما قام بتأجيل تجديد الجمعية الوطنية إلى أجل غير مسمى، وبتخريب اللائحة الانتخابية عبر التشكيك في المواطنة الموريتانية لبعض مواطنيه (اللعبة التي كلفت كوت ديفوار 10 سنوات من الحرب الأهلية),

4- يواجه محمد ولد عبد العزيز حاليا صعوبة داخلية خطيرة، بسبب المظاهرات الأسبوعية المطالبة برحيله والتي تتسع بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد. والقيام بدعمه اليوم يشبه إلى حد كبير قيام جاك شيراك بزيارته للبلاد ثلاثة أشهر فقط قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة بقرار من الدكتاتور العسكري السابق (شتمبر- دجمبر 1997).

5- يقدم الدكتاتور الحالي نفسه، منذ بداياته، على أنه نقطة قوة في حربنا على الإرهاب وعلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل، وفي الانفتاح الكامل على شركات "الخدمات" الأكثر جنونا في ظل حكم سلفكم. الشيء الذي كلف حياة الفقيد الغالي ميشيل جيرمانو، وأسهم في زعزعة مالي آمادو توماني توري التي قام الموريتانيون باختراق عمق أراضيها على الأقل مرتين من دون نتائج.

إن تكتل القوى الديمقراطية، الذي يترأسه صديقي أحمد ولد داداه، والذي يشكل جزءا من الأممية الاشتراكية، وشارك في عدة مؤتمرات لكم، وأعجب شخصيا بالإنقاذ الذي عرفتم به تدارك الحزب عقب 2002، بإمكانه أن يشهد على لا أخلاقية الرجل الحاكم في موريتانيا، وكيف يمكن لنفوذ فرنسا، إذا قامت بتغيير اهتمامها ونمطها، أن يغير المعطى في موريتانيا نفسها وفي كافة إفريقيا التي كانت لنا سابقا. ربما يتدخل لديكم الآن؟ إثر أقوال خصمكم أمامكم يوم 4 مايو، نقلتُ إليكم بيانا من منسقية المعارضة الديمقراطية التي ينتسب إليها أحمد ولد داداه.

ويمكن للرئيس، سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، أن يؤكد النقاط الخمس التي أوردتها آنفا. ومن الممكن أن يكون لدى ميشال سابين Michel Sapin ، القريب جدا منكم، والذي يحظى بكل إعجابي وتقديري، لحصوله على تقدير وإعجاب العزيز علينا ابيير بيريكوفوا Pierre Bérégovoy ، والذي تحققت من مقدرته في قضية أحلتها إليه (فساد اللجنة السابقة للعمليات في البورصة، قبل أن يترأسها جان-بيير جويي Jean-Pierre Jouyet)، رأي لصالح محمد ولد عبد العزيز، وقد يعلله بمعرفته الخاصة بالميدان؛ إذ أن منطقة الوسط في حالة توأمة مع كوركول، إحدى الولايات الموريتانية. ببساطة لقد تمت مغالطته، وهو أمر مفهوم. حيث إن البلد وعاداته، وخاصة عندما يقضي فيه المرء وقتا قصيرا، لديه سحر أكثر من أي بلد آخر، ولكن عند تطبيق لغتنا ومراجعنا ندرك أن: الضيافة الممتازة قد تخدع.

اسمحوا لي أن أناشدكم بشدة من أجل سحب هذه الدعوة. سيتم تلقي هذا الأمر بإيجابية كبيرة في موريتانيا، وسيقوم، بشكل ايجابي جدا، بتسريع سقوط نظام يدين في وجوده وائتمانه لسلفكم، وليس لفرنسا وفق ما تنتظر منها إفريقيا ووفق ما وعدتم بتجسيده. وبدون كلام منمق، فعلى هذا تعتمد مصداقيتكم بشأن فرانسافريك (فرنسا-إفريقيا)، إنكم تعرفون جيدا مشاعري بشأن الثقة والأمل والاستعداد.

برتران فيسار دو فوكو إلى: ديوان فرانسوا هولاند، فرانسوا هولاند، الجمعية الوطنية نسخ إلى: سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، أحمد ولد داداه، الحزب الاشتراكي-الأمين الأول تاريخ الإرسال: الأحد 13 مايو 2012، الساعة: 9:38 مساء الوثائق المرفقة: بيان منسقية المعارضة الديمقراطية احتجاجا على تصريحات ساركوزي بتاريخ 4 مايو. رسالة تيل بشأن إفريقيا وخاصة موريتانيا. مذكرة اقتلاع افرانسافريك (فرنسا-إفريقيا)

ترجمة: المشري ولد الرباني

نور اينفو

المصدر: mauritanie-ouldkaige.blogspot.com


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-05-14 23:45:09
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1077.html