البيظان ولحراطين بريئون من بيرام وعزيز/محمد سالم ولد الشيخ
وكالة كيفة للأنباء

ما قام به بيرام ولد الداه ولد اعبيدي فعل مستنكر تمجه الأخلاق و يشنعه الدين و يرفضه كل حر أبي لأن حرق الكتب يعني انسدادا في الحوار و تبادل الآراء ، و يعني كذلك ضعف الحجة العقلية المقدمة من طرف الذي يحرق الكتب ليسكت مؤلفيها ، و لم تحرق كتب في التاريخ إلا و زاد ذلك من قراءتها و قرائها ، فهو أسلوب مستهجن لتوصيل الأفكار و الدفاع عنه.

و لقد اعتذرت إيرا عن فعلة بيرام الشنيعة و علينا أن نصدقها في اعتذارها و نكبر فيها شجاعتها أن لم تتمسك بالخطأ كما يفعل الكثيرون .

ما قامت به الدولة من تجييش لمطبليها و من مسيرات مفتعلة و معدة و ما قامت به من حملات إعلامية لتشويه صورة لحراطين و قضيتهم العادلة ، و تسييس جهدهم من أجل الانعتاق و التحرر و نعته كخروج على الملة ، فعل قبيح ينضاف إلى جملة أفعالها المذمومة التي عودتنا عليها ، و لا أستغرب شخصيا أن تكون الدولة ضالعة فيما قام به بيرام ، لأنه أخرجها من عنق الزجاجة التي أدخلتها المعارضة فيها ، بخطابها و نشاطها الدؤوب ،و خصوصا مع فشل حزب الدولة و الأحزاب المساعدة في إقناع الشعب الموريتاني بما يقومون به من حوار و تبادل الإعجاب و تمويهات لم تستطع أن تنسي المواطن في الحالة المزرية التي يعيشها ، في غلاء الأسعار ، في البطالة المسيطرة، في تحكم فئة قليلة في الأعناق و الأرزاق ، في تفرد شخص واحد ذي مؤهلات متواضعة بإدارة دولة بكاملها .

إن محاولة الدولة لتقديم ما فعله بيرام و كأنه مسؤولية كل لحراطين لشيء خطير، و كذلك محاولة تشويه النضال الحقوقي المسئول للحراطين و تقديمه ككبش فداء لمحرقة بيرام، و كذلك الاستقطاب الجاري و محاولة تقديم الموقف من القضية على أنه موقف من الدين، فالموقف الديني المعتدل والصائب و المتفق مع مبادئ الإسلام و ثوابته، و الذي صاحبه لم يتاجر به يوما و لا أخذته فيه لومة لائم هو موقف العالم و الداعية محمد ولد سيدي يحيى و الذي فطن إلى التسييس الخطير الذي تم به التعامل مع الملف .

الأنكى من ذلك و الأخطر هو محاولة تقديم الأمر و كأن لحراطين يعتدون على الدين و البيظان يدافعون عنه ، هذا أمر خطير و خطب جلل ، و جريمة وطنية يجب أن تحاسب عليها الأبواق التي تروج لها ،لأن الشريحتين وحدهما الدين عبر تاريخهما :تتمسكان به و تطبقانه و تعلوان من شأنه جنبا إلى جبن كوقوفهما في الصلاة منكبا بمنكب و ساقا بساق ، و يجب على علمائنا و مثقفينا و أولي الرأي منا أن لا يقبلوا ما تقوم به الدولة من تسييس لهذا الملف و تسيير يدفعنا إلى القسمة و الفرقة و يقدم الأمر على أنه يعني لحراطين من جهة و البيظان من جهة ، فالأمر يعني بيرام و ولد عبد العزيز ليس إلا ، و بقية الشعب منه براء ، و الدين يقول إنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، و العادات و الأخلاق و النظرة السديدة تتطلب الحكمة من الطرفين و رفض ما يحاول البعض دسه بينهما أو ترويجه من أفكار خبيثة .

فهذه فعلة المستفيد الوحيد منها هو الدولة ، فلا هي تدعم قضية لحراطين و تروج لها ، و لا هي تدعم موقف أي حزب من المعارضة ، و المستفيد الوحيد هو الحكومة و حزب الرئيس لأنه يحول عنه الضغط الشديد الذي كانت تمارسه المعارضة و يلف حوله مجموعة من الناس الذين لا يرون الصورة في اكتمالها و نضجها ، و إنما يسمعون ضجيجا يقفزون معه مولولين و مصيحين على ما يرون أنه مس من الدين أو اعتداء عليه ، و ما أظن ولد عبد العزيز إلا أحرج نفسه كثيرا ، فعندما قدم نفسه كحامي حمى بيضة الدين و الذاب عنه ، طالبه العلماء و من وقفوا معه بتطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا حقيقيا و ليس اختياريا كتطبيق بني إسرائيل لها.

علينا جميعا أن نعرف أن القضية تتعلق فقط ببيرام و ولد عبد العزيز ، و أن المكونتان لا يمكن تفريقها ما افترق سواد العين عن بياضها.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-05-07 23:54:15
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1037.html