بومديد.. الصراع على الوهم(لحلقة الأولى)
وكالة كيفة للأنباء

  • تشهد مقاطعة بو امديد هذة الأيام موسم إقبال طالما عرفته في مثل هذه المناسبة وعلى مدى أكثر من عقود .. إنه موسم إقبال أشبه ما يكون بظاهرة غزو لوداعة المقاطعة وهدوءها ، غزو من طرف جحافل الوافدين من أبنائها المتشاكسين الذين ستجدهم طوال هذه الأيام يتسامرون جهرا ويتناجشون سرا ليشتري زعيم كل وفد ما وسعته ميزانيته من ضمائر إخوته البسطاء عله يعوض بضمائرهم ما باع يوما من ضميره في لعاعة من سقط متاع الحاكم الزائر ورفيق دربه المبجل ...!
  • إنه موسم غزو لوداعة وهدوء المقاطعة سيراه الغريب عنها إحتشادا جماهيريا متجانسا بينما سيراه كثير من ابناء المقاطعة المسيرين إليها اصطفاف على ثنائية : (الزيرة / الشانتية) بما تحمل التسميتان والموقعان المتجاوران من عمق دلالي يوحي بتاريخ طويل من التنافس والتدافع، وبحاضر مثقل بظلال الماضي وتوغلات الحاضر ، وبمستقبل غامض لايضمن فيه التعايش بإيجابية إلا حكمة عز وجود أهلها فتصدى لإدعائها: كل باك كالنساء على مجد لم يحافظ عليه كالرجال، وكل سياسي دعي لم يفقه من فن تحقبق المصالح إلا السعي لمصلحة نفسه ، وكل متطاول بالمال به يشتري كل معروض ولا شيء في قاموسه أشرف من أن يباع ....!
  • سيقت الوفود ( الذكية ) من كل مكان تحت ضغط التجييش العاطفي ، فمعسكر استنفر للمحافظة على ريادة وصدارة فئته ومعسكر استنفر لإسترجاع كرامة وهيبة عصبته... استنفر كل ( الأذكياء ) على معزوفة الثنائية العتيقة فاستنفروا ، وبإستنفارهم حصل المراد وضمن استقبال كبير لولي نعمة ولي النعمة فاليهنأ الساسة والمترفون بضحكهم على البسطاء والمعوزين واليذهب هدوء ووداعة المقاطعة النائية إلى الجحيم ...!
  • من المحزن حقا أنه لاشيء يمكن فعله للتخفيف من مضار حدة التنافس على أوهام الكبرياء الزائفة وتأثير ذلك على عامة وبسطاء المقاطعة ، كما لاشيء يمكن فعله لمنع نهم وجشع سماسرة المال ومرتزقة السياسة من معاودة العزف على أوتار تلك التناقضات لتحصيل صفقة هنا ومقعد هناك ، ولاشيء كذلك يمكن لأي كان أن يفعله للتخفيف من صدمة وهول التأثير ، إذ في مساء واحد ستكون عاصمة المقاطعة على موعد مع : ولي نعمة ولي النعمة ووفده المرافق، كتائب سماسرة المال، جحافل مرتزقة السياسة كل عناصر هذا الثالوث وفي مساء واحد، فما عساه يبقى من هدوء ووداعة المقاطعة?!
  • إنني في الأخير لا أملك – ولا حتى غيري يملك – سوى أن يسأل الله لأولئك البسطاء هناك خير هذه الزيارة وخير ما بعدها وأن يلهمهم فهم مشاكلهم الحقيقية ، ولا أجد ما أعزي به المقاطعة المنكوبة في هدوئها ووداعتها سوى الإعتراف لها بعظم مصابها ما يبشرها بعظم الأجر فقديما قال القائل :
  • إن من صاد عقعقا لمشوم، فكيف بمن صاد عقعقان وبوم?!

  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-04-22 07:22:44
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article10005.html