مر أحد المسؤولين الحكوميين بمقاطعة كنكوصه قبل ليليتين بأسرة راع قرب "كفيره"التابعة لمقاطعة كنكوصه وقد استقبله الراعي بحفاوة كبيرة و هب جميع أفراد الأسرة الكريمة المعدمة ؛كل يريد إسداء معروف للضيف الحكومي.
فأفرشوه غطاءهم الوحيد الذي يقي أطفالهم برد الشتاء وأخذوا في تحضير الشاي والعشاء قبل أن يفاجئهم الضيف بأنه ذاهب في الحال إلى مدينة كنكوصه ويريد حمل عشائه معه.
فقام والد الآسرة الراعي الذي لا يملك إلا راتبا زهيدا يتقاضاه من صاحب الغنم بأخذ "أقيار" سمين وعندما هم بوضعه في السيارة نهره المسؤول قائلا : أنا لا أحمل "إقيارن" في سيارتي فثلاجتي بكنكوصه مليئة بالأسماك ومختلف اللحوم.
فعاد الراعي أدراجه و اختار كبشا وربطه في مؤخرة السيارة وانطلق المسؤول الحكومي إلى المدينة.
جلس الراعي الذي يعيل أكثر من عشرة أطفال في عريشه المبني من الزعف والأخبية وحلب شاة وصب اللبن على "باسي" وتحلق حول الوجبة الأبناء والزوجة وهو يتأمل ما حدث ويقول في نفسه "هذه حكومتنا تتركنا نصارع الجوع والبرد وضنك العيش فلا تهتم بأمرنا ولا نشغل لها بالا ويقوم رسلها في المنطقة بابتزازنا لندفع لهم ما لا نملك !