تنظم مبادرة "لقاء من أجل الوطن" تظاهرة يوم الخميس بفندق أميرة بالعاصمة انواكشوط للإعلان عن خارطة طريق جديدة هدفها تفعيل العملية السياسية والديمقراطية وربما التحضير لحوار تشاركي يفتح آفاقا جديدة أمام الفاعلين السياسيين.
وتؤكد المبادرة التي تضم شخصيات وطنية من أبرزها وزير الخارجية السابق محمد فال ولد بلال والوزير والسفير السابق الشيخ سيدي أحمد ولد باب مين تؤكد وقوفها على نفس المسافة من كل الفرقاء المصطفين في الموالاة والمعارضة وتحاول دفعهم إلى كلمة سواء من أجل إنقاذ الوطن الذي يعيش احتقانا وأزمات متصاعدة.
لكن حظوظ نجاح مباردة من هذا القبيل تقلصت كثيرا ربما لأنها جاءت متأخرة ولأنها تجاهلت طرفا ثالثا هو الرأي العام والأغلبية الصامتة التي بدأت تخرج عن صمتها وتنزل للشارع محتجة مطالبة بالتغيير وبرحيل النظام.
فالناس يعانون العطش وينتظرون الماء ويعانون الجفاف وينتظرون الغذاء والدواء والعلف ويعانون غياب الشرعية ويعانون غياب التناوب على السلطة وانعدام آليات تداولها بصورة شفافة، لقد تعبوا من شرعية الانقلابات ومن "تمدين" العسكر و"عسكرة" السياسة ومن انتهازية النخب وتسويقها لآلام الناس مقابل الحصول على منافع...
وفي جو كهذا وأمام هذه الاستحقاقات التي لا تتحمل التأجيل تتقلص فرص نجاح هذا النوع من المبادرات، وقد يعتبرها البعض وربما كانوا محقين محاولة لإيجاد موطئ قدم لعناصر ليست مستعدة لدفع ثمن النضال ولا ترضي الحرمان والعزلة.
إن مشكل موريتانيا واحد ومعروف هو الانقلاب المقيت وتبعاته ومشتقاته وأي نداء من أجل الوطن لا يحمل وصفة سياسية وآليات عملية لإحداث قطيعة تامة مع انقلابيي 2008 لا يقدم ولا يؤخر وقد يكون مضيعة للوقت.. وضياع الوقت لا يخدم إلا النظام ومن يراهنون على بقائه. فهل يدرك المنادون من أجل الوطن أن قطار التغيير انطلق منذ بعض الوقت وأن قطار الموالاة والنظام يكاد يكون توقف بصورة نهائية؟ إذا أدركوا ذلك عليهم أن يقرروا في أي قطار يركبون!.
يعقوب ولد سلام/ الرأي المستنير