شهدت قاعة الاجتماعات بفندق بلدية كيفه صباح اليوم (7يوليو2014) احتفالية كبيرة نظمها أصدقاء المدير الجهوي لشركة "ماتال" المحول مؤخرا إلى انواكشوط السيد حبيب الله ولد أحمد و بمشاركة أعيان ومهتمين و ممثلين لمنظمات المجتمع الأهلي بكيفه بالإضافة إلى عمال شركات الاتصال العاملة هنا وجمهور من سكان المدينة.

وقد بدأت هذه التظاهرة بتوطئة عن الهدف من حفل الوداع هذا ، وعن الدوافع إليه والتي لخصها المتحدث الشيخ ولد احمد بكونها تنبع من الأثر الإيجابي العميق والبصمات الواضحة التي تركها هذا الشاب في نفوس من عرفوه خلال الفترة الوجيزة التي قضاها هناك سواء كانوا سلطات أو أصدقاء أو زملاء في المهنة أو معارف عاديين وجيران.

ثم استمع الحضور إلى قراءة للسيرة الذاتية للسيد حبيب الله ولد أحمد والتي نالت إعجاب الحاضرين الذين دهشوا مما حوته من شهادات عالية في مجالات مختلفة ومن تجارب غزيرة ومتنوعة رغم حداثة سن صاحبها.

بعد ذلك تناول الكلام كل من :

الحقوقية والناشطة المدنية زينب بنت سيدين

المصطفى ولد أعل المنسق الجهوي للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا.

باب ولد شيخنا مدير المحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا .

سيدي ولد أحمد مولود صحفي .

غالي ولد الصغير منسق النقابة الحرة للمعلمين الموريتانيين

لمهابه ولد عبادي رئيس الوكالة التجارية لماتال بكيفه

محمد الأمين ولد عبد المالك المدير الجهوي لماتال وكالة بالإضافة إلى متدخلين آخرين.

وقد حاول كل واحد من هؤلاء أن يعبر عما يخامر خلجات نفسه من لوعة الفراق لهذا الصديق العزيز، مستعرضين جوانب من سلوكه وأخلاقه وطريق تعامله مع الناس ولما تشبث به من قيم عالية جعلته يحتل قلوب الكثيرين بهذه المدينة الكبيرة.

وكان ختام الحفل بكلمة السيد حبيب الله ولد محمد أحمد ؛ جاءت مليئة بالمعاني العاطفية الراقية وبالمضامين الصادقة والإيحاءات الرفيعة فأبكى المودعين في لحظة إلتحام حميمية،حلقت فيها القلوب إلى رحاب إنسانية رائعة.

وإليكم النص الكامل لهذه الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي ،أصدقائي،زملائي، أيها الحضور الكريم :

قد أعجز عن وصف شعوري هذه اللحظات إلا أنني لن أعجز عن تقدير الموقف لأؤكد أنني أقل مستوى من هذا التكريم الذي تفضلتم به اليوم.

ورغم ذلك سأحاول عيش اللحظة بكل ما تحمل من مشاعر وأحاسيس ألم الفراق وأمل اللقاء. ثم سأعفى نفسي من التطرق لتجربتي المهنية لئلا أفسد تجليات لحظة وداع عجزت عن تأخيرها .

قد تكون هذه نهاية خدمتي بكيفه، لكنها لن تكون بالتأكيد نهاية معرفتي بكم واعتزازي بالمكوث بينكم طيلة ثلاث سنوات مرت سراعا كحلم جميل في ليلة مقمرة من ليالي مدينة كيفه الحبيبة.

إن أثمن وأعز وأغنى ما كسبته تجربتي القصيرة بهذه المدينة هو علاقتي بكم فلطالما كان من أولوياتي اكتساب علاقات جديدة،وأفخر هنا اليوم بأنني نجحت في هذه المهمة فعلاقتي بكم بالنسبة لي هي النجاح والترقية الحقيقية واستحلفكم بالله أن تحفظوا العهد بيننا ولا تقطعوا عرى التواصل فلو نعطى الخيار لما افترقنا ***ولكن لا خيار مع الزمان

أعزائي،

علمتني الحياة أن كل شيء جميل ينتهي بسرعة فكان لابد يوما من أن نصحوا على حقيقة الوداع التي هي حقيقة الدنيا التي نعيشها.

أحببت هذه المدينة بكل ما فيها إذ احتضنتني بالحب والحنان، أحببتكم وأحببت تواجدي بينكم فلتذكروني دائما بالخير وليسامحني من أسأت إليه بغير قصد، وليتجاوز عني من قصرت معه بغير عمد...

أعذروني على إساءاتي ، وتجاوزوا عن تقصيري واحملوا لي في قلوبكم كل ما هو طيب.

ستبقون كلكم في ذكرياتي وسأبذل جهدي للتواصل معكم ولعل الله يكتب لى عودة عما قريب لا أقول وداعا ، بل أقول إلي اللقاء .

والله المستعان

والسلام عليكم