الصفحة الأساسية > الأخبار > ولاية لعصابه : هل يتوقف الهيجان القبلي عند هذا الحد؟ (افتتاحية )

ولاية لعصابه : هل يتوقف الهيجان القبلي عند هذا الحد؟ (افتتاحية )

الثلاثاء 31 كانون الثاني (يناير) 2023  08:57

لم يحدث عبر تاريخ هذه المدينة القائم أصلا على التنوع والتعايش أن تتصدر القبائل المشهد السياسي وتقوده إلى أهدافها واستراتيجايتها، ولم يستقيظ أهلها على مثل هذه الصحوة القبلية التي لا تولى أي اهتمام ولا تقيم أي وزن لغير أبناء جلدتها ، ولم يتحرر المثقفون والأطر من الخجل ويصطفون داخل القبيلة وينشدون الأشعار الممجدة لها بشكل وقح وفج منذ انطلاق التعددية الحزبية كما يحدث اليوم.

تمر ولاية لعصابه اليوم في جو مشحون، وتقوم القبائل الهائجة بدق طبولها وراء عمائم " الشيوخ " وتقسم بكل الأيمان أن التاريخ والأرض ملك لها وبأنها هي شعب الله المختار.

فهذه فرصة هذه التنظيمات الرجعية الهدامة للملمة شتاتها والإجهاز على ما تبقى من أشلاء الدولة، بعد تعمد النظام الحاكم غض البصر عن ذلك وأقفل ترخيص الأحزاب المدنية والقوى التقدمية الوطنية مفضلا خوض غمارالانتخابات القادمة فيما يبدو بواسطة القبائل والطوائف والأعراق مهما وضعت من مساحيق ، فاسحا المجال لما قد يترتب على ذلك من زعزعة لاستقرار البلاد وتعقيد أزمتها.

نسي الذين أججوا تشرذم الساحة هنا أنهم قد لا يتمكنون غدا من السيطرة على عنفوان هذه القبائل إذا قدر الله أن تتطور أساليب الصراع والمنافسة.

لن يستفيد سكان ولاية لعصابه للأسف من دروسهم وتجاربهم المرة مع الانتخابات التي لم تجلب لهم حتى شربة ماء ، وسيلدغون مرة أخرى من نفس الجحر لأن المستفيدين من اللعبة قد تجاوزوا عقولهم بفعل "آفيون القبلية"فغزوهم في العواطف والوجدان وشحنوا أذهانهم بكل نتن وضيق.

إلمتتبعون للحراك السياسي في هذه الزلاية الغنية بالكفاءات والنخب ،لن يسمعوا الحديث عن مبدإ أو قضية أو فكرة او برنامج سياسي، وإنما صخب الشعارات و الخطابات و"التمجيدات" القبلية.

ومن الغريب حقا أن قيادات الحزب الحاكم وبعثاته المرتقبة لن يصبح لها من دور غير صب الزيت على النار ومباركة ما يجري من تشرذم عشائري مقيت !

سوف يختار السكان هناك منتخبيهم الطريقة الممزقة للكيان و المسكونة بالكراهية في كل مرة ، ليفيقوا من "آفيون القبلية"على مدن تحتلها القمامة ، وعلى مدارس ومراكز طبية أضحت أوكارا للقطط والكلاب السائية . و ستنقطع المياه والكهرباء كل أسبوع، ويموت المئات من الملاريا والجوع ، وسيغلق السماسرة هواتفهم في أماكن بعيدة ربما خارج الوطن خلودا للراحة.

ويبقي السكان وحدهم في مواجهة قدرهم التعيس، إذا لم يتفاقم التردي وتقرر هذه القبائل الهائجة فشل الدولة والعودة إلى زمن "السيبة"

وكالة كيفه للأنباء

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016