أثناء جولة إنتاجية لها بقرى "آدوابه" التابعة لبلدية هامد بمقاطعة كنكوصه التقت وكالة كيفه للأنباء بممثلى قرية لحواره وأجرت مع اثنين منهما الحوار التالي:

وكالة كيفه : ما أسمك ؟

عالي ولد أعمر : أنا عالي ولد أعمر .

وكالة كيفه : بما تسمون هذه البلدة ؟

عالي ولد أعمر: هذه المنطقة تسمى " إديري الكلليري " وهي ضمن تجمع قرى " لحوارات " التي تتكون من 9 قرى تابعة لبلدية هامد.

وكالة كيفه : ما هي المشاكل التي تعاونون منها هنا ؟

عالي ولد أعمر : نحن هنا نعاني من كل شيء ، لكن من أصعب مشكلة تعتبر ملحة بالنسبة لنا تتمثل في العطش لأننا لا نمتلك هنا سوى بئر واحد حفرته الدولة الموريتانية قديما نبيت طول الليل فوقه من أجل الحصول على كمية قليلة من الماء بالنسبة لي شخصيا أفضلها حفاظا على كرامتي أما الأهالي هنا فهم مضطرون لجلب الماء من دولة مالي بطريقة شاقة وتجر للعار خاصة وأن السلطات المالية أصبحت تمن علينا وتهددنا بانتزاع أراضينا بسبب حاجتنا إلى الشراب منها الذي لا يجر إليه سوى الحاجة الماسة ، ولو كان هذا النهار لشاهدتم العربات تتجه إليها حاملة حاويات المياه بحثا عن الماء الشروب ، كما قاموا بقطع كافة الأشجار الموجودة بمنطقتنا ، وأقول لكم بكل صراحة أن علاقاتنا مع القرى الواقعة على الحدود مع جارتنا مالي متوترة للغاية بسبب نزاع يتعلق بمزارع نمتلكها في الوقت الذي يهددونا بانتزاعها مما قد ينذر بفتنة مع حلول موسم الزراعة القادم بدأت بوادرها تلوح في الأفق إذا لم تتحمل الدولة مسؤوليتها .

وكالة كيفه : هل طلبتم من الدولة تعميق البئر الموجود بالقرية ؟

عالي ولد أعمر : لم نبخل في ذلك شيئا ، لكن بدون جدوى .

وكالة كيفه : المدارس موجودة ؟

عالي ولد أعمر : في هذه المنطقة المتكونة من 9 قرى لا توجد سوى مدرستين إحداهما هنا تتكون من قسمين فقط يدرسهما معلم واحد والثانية في" الرومده ".

وكالة كيفه : هل تجاوز لديكم أبناء إلى الإعدادية ؟

عالي ولد أعمر : نعم لدينا أبناء تجاوزوا إلى إعدادية كنكوصه من ضمنهم ابني .

وكالة كيفه : هل تتوفرون على مركز صحي ؟

عالي ولد أعمر : لا يوجد هنا سوى مركز صحي واحد ب " تكلوزه" كل هذه القرى تتنقل إليه بحثا عن العلاج فكثيرا ما يموت الناس قبل الوصول إليه خاصة النسوة الحمل ، في السنة الماضية لقت إمرأة حامل حتفها وهي في طريقها إلى المركز الصحي .

وكالة كيفه : هل استفدتم من دكاكين التضامن ؟

عالي ولد أعمر : في كل هذه القرى لا يوجد سوى دكان واحد في " تكلوزه " والاستفادة منه محدودة فأنا الذي أتحدث معك وزميلي هذا لكل واحد منا 4 أسر لم نستفد منه سوى خنشة واحدة من القمح السنة الماضية لكل واحد منا أما ما عدى ذلك فكلما تأتي يقال لك أن ما به من مواد قد نفد وهو ما حدث لنا خلال الدورة الماضية حيث ذهبنا إليه وعدنا خائبين . ومن معاناتنا كذلك أن جميع القرى التي ذكرت لك آنفا تتنقل في الانتخابات إلى قرية " اتلاميد " حيث لا يوجد سوى مكتب تصويت واحد بها .

وكالة كيفه : هل وجدت دعما في مجال الزراعة ؟

عالي ولد أعمر : الزراعة هي اعتمادنا لكن لم نتلق أي دعم من الدولة حتى الآن ، وأقول لك أن مقاطعتنا تهمش بشكل واضع" آدواره "

وكالة كيفه : شكرا لك يا عالي .

وكالة كيفه : و أنت ما سمك ؟

نوح ولد أمبارك فال : أنا اسمي نوح ولد أمبارك فال .

وكالة كيفه : هل استفدتم من وكالة التضامن التي أنشأها ولد عبد العزيز لدعم آدوابه ؟

نوح ولد أمبارك فال : تلك أمور نسمع عنها لكن لم تتجاوز حسب علمنا نواكشوط وكيهيدي أما بالنسبة لنا فلم يصلنا شيء ، فولد عبد العزيز لا يهتم بهذا الشريط الجنوبي المكتظ بآدوابه ، فكيف يتم تهديدنا يوما بعد يوم من طرف القرى المالية المحاذية لنا التي تقطع أشجار أرضنا وتستغل مساحاتنا الزراعة وتهددنا إن نحن حاولنا الاقتراب منها دون أن نجد من يدافع عنا ؟ فخلال السنة الماضية اجتمع قادة عسكريون من دولة مالي مع قادة عسكريين من دولتنا واستدعوا ممثلين من الطرفين كنت من بينهم من أجل تبيان الحدود التي تفصل بيننا وطلبوا من الطرفين الالتزام بها كما طلبوا من الجميع التآخي والاحترام ونبذ الخلاف بين الأشقة الجيران ، لكن الجانب المالي لم يلتزم بذلك وهو ما سبق وأن قلت لك أنه قد يسبب فتنة بيننا معهم . وكالة كيفه : أخيرا وكخلاصة مما تعانون هنا ؟

نوح ولد أمبارك فال : نحن نعاني من العطش وعدم توفر الخدمات الصحية والتعليمية وكذلك قلة دكاكين التضامن وعم توفر موادها وعدم دعمنا في مجال الزراعة فضلا عن مشاكل عل الحدود التي تعتبر بالنسبة لنا مصيرية خاصة مع اقتراب موسم الزراعة .

إننا بالحرف الواحد لم نعرف منذ أنشأنا هذه القرى مثل ما نعيشه اليوم من البؤس والحرمان.

وكالة كيفه : في حالة عدم وجود حلول لهذه المشاكل ما البديل إذا ؟

نوح ولد أمبارك فال : نحن نعتقد بأننا موريتانيون وعلى أرض موريتانيا وهي التي عليها أرضها نعاني من هذه المشاكل .

وكالة كيفه : من تحملونهم معاناتكم هاته ، الدولة ، السلطات المحلية ، الوجهاء ، شيوخ القبائل ، ما المسؤول إذا ؟

نوح ولد أمبارك فال : بداية نحمل المسؤولية للجهة الأولى التي نتبع لها وهي مركز هامد الإداري وفي حالة عدم وجود حلول نتوجه لحاكم المقاطعة فالولاية فالوزارة فالرئيس وهكذا ... إذا كان الرئيس يهتم بآدوابه كما يدعي .