الصفحة الأساسية > الأخبار > مساعد وزير الداخلية الفرنسي..موريتاني متدين ولد بكيفه

مساعد وزير الداخلية الفرنسي..موريتاني متدين ولد بكيفه

الاثنين 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013  08:32

ابراهيما دجياوارا نجيم رجل في أواخر الخمسينات من عمره، مسلم متدين، وأستاذ للدراسات العربية، ولد في كيفه وسط موريتانيا ودرس التربية والآداب العربية في السعودية. تبدو سيرة هذا الرجل للوهلة الأولى غير نمطية، فهو مع كل هذه الصفات يعتبر أقرب وأهم مساعدي وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، الذي زار موريتانيا أمس الأحد.

دجياوارا نجيم، مناضل حقوقي واجتماعي يخوض غمار العمل السياسي في فرنسا منذ 12 سنة. وبحسب بطاقته الشخصية فانه مكلف بمهمة معني بالشؤون الخاصة وبقضايا التنوع (الديني والثقافي)، في وزارة الداخلية الفرنسية. ولكنه في الواقع تحول إلى رجل الثقة الأول لدى وزير الداخلية، ضمن من يطلق عليهم "شباب فالس" القادمين برفقته من بلدية "افري" في منطقة "بوفو" إلى وزارة الداخلية. و وصفته مجلة جون آفريك في سبتمبر الماضي بأنه "الرجل الذي يهمس في أذن مانويل فالس". ابراهيما من الأشخاص القليلين جداً الذين بإمكانهم أن يدخلوا مكتب وزير الداخلية في غيابه، وربما الوحيد الذي يمكنه الاحتجاج على الوزير والاعتراض على قرارات لا يوافق عليها، إنه ببساطة ليس مجرد موظف أو مساعد، بل هو صديق حميم وتاريخي للوزير الشاب. وهي صداقة تعود إلى أيام العمل المشترك في الحزب الاشتراكي الفرنسي، ضمن فريق نضالي مصغر، وهي الفترة نفسها التي تزوج فيها ابراهيما بعازفة الكمان "آن غرافوين"، وكان الوزير الحالي أحد الشهود الحاضرين لذلك الزواج.

في كيفه الموريتانية رأى النور وعاش في بيئة سونونكية، رغم أنه فلاني الأصل، لم يولد ولم يترعرع على الأراضي الفرنسية، فقد أكمل دراساته في علوم التربية والآداب العربية بالمملكة العربية السعودية، نهاية سنوات الثمانينات، و بعد أن أنهى تكوينه الأكاديمي عمل أستاذا في إحدى ثانويات نواكشوط، ثم هاجر إلى فرنسا وتجنس فيها. عمل المناضل الشاب الذي حمل معه قضية الزنوج الموريتانيين، و المتخصص في اللغة العربية؛ مدرساً في التعليم الثانوي في منطقة باريس الكبرى (ايل د فرانس)، وظل متأثرا بأفكار التيار اليساري. في عام 1990 أصبح عضوا ملتزماً في صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي في "افري"، وهناك سرعان ما تكيف مع أجواء الحزب اليساري وأصبح من أبرز وجوهه في المنطقة، وظل عضوا ناشطا، ولمدة طويلة. في انتخابات عام 2001، كان وزير الداخلية الحالي مانويل فالس؛ مناضلا قياديا في صفوف الحزب في "افري"، وكان داعما لزعيم الحزب الاشتراكي ليونيل جوسبين، الوزير الأول حينها، وصادف فالس ذلك الفتى الموريتاني الأصل والذي كان عضوا في فريقه، وكان يتقد حيوية ونشاطاً، خلال الحملات الانتخابية.. ومنذ ذلك التاريخ وطيلة 12 سنة الأخيرة لم يفترق الاثنان : المهاجر الفلاني الأسمر ابراهيما والشاب اليساري الطموح فالس، وقادتهما رحلة النضال والعمل المشترك من البلدية إلى الوزارة.

إنه "ترمومتر وزير الداخلية"، كما يصفه مدير ديوان الوزير سيباستيان غرو، ويؤكد ـ في تصريح صحفي له مؤخراً ـ أنه يتولى مهاماً متعددة، ويتدخل في العديد من الملفات، خصوصا تلك التي لها علاقة بملف اندماج المهاجرين، والتنوع الثقافي والديني. ويستفيد الوزير كثيراً من شبكة علاقات ابراهيما في غرب إفريقيا، خاصة في موريتانيا و السنغال. ولمدة سنوات حافظ ابراهيما دجياوارا نجيم على علاقات قوية؛ بناها من خلال مؤسسته التي أنشأها لدعم التعليم، ولكنه جمد نشاطاتها مؤخراً؛ بسبب انشغاله الدائم.

هو جزء من الدائرة الضيقة والمقربة من الوزير، لكنه أيضا يصنف بأنه "عنصر حر" في تعامله مع وزيره و عمدته. وليس من النادر أن يلتقي الفريق المصغر في نهاية اليوم في ذلك المكتب "الفرنكو ـ موريتاني"، حول كؤوس شاي لمدة عدة دقائق.

يوصف ابراهيما دياوارا بأنه رجل كتوم، وهادئ، ويفكر بعمق، ومتاح للقاء دائما، وأنه مسلم متدين وملتزم، سبق أن أدى فريضة الحج عدة مرات، حين كان يعمل في بلدية "افري"، ويؤدي الصلوات الخمس أو بعض منها على الأقل في المسجد، يومياً.

يبقى السؤال مطروحاً، كيف يتعامل ابراهيما مع الانتقادات الحادة التي يوجهها وزيره فالس أحياناً للدين الإسلامي والحجاب، وهو من يطلق عليه بعض الصحافيين "ساركوزي اليسار".

"ما يعتقده مانويل وما تقوله وسائل الإعلام مختلف تماما، يجب أن نقرأ ما كتبه هو شخصيا حول هذا الموضوع، لديه احترام عميق للمسلمين". هكذا يرد الموريتاني المتدين على منتقدي رفيقه، قائلا إن فالس كان ـ وهو عمدة منتخب ـ يلبي سنويا وبشكل منتظم دعوات من طرف مسلمين من السكان المحليين خلال شهر رمضان.

ابراهيما دجياوارا نجيم ، متزوج وأب لثلاثة أطفال، ولا زال يقطن ببلدة "افري". "لم يتغير أبداً" يقول امباي باديان، أحد الوجوه المعروفة في حي "الأهرامات" الذي يقطنه ابراهيما. ويضيف :" لدينا انطباع أنه أكثر انفتاحا و إنصاتا للآخرين".

ويبقى السؤال مطروحاً ـ وبجدية ـ هل سيصل ذلك الموريتاني الطموح إلى مناصب عليا في فرنسا ذات يوم..؟ ربما تقوده مكانته في الحزب الاشتراكي، وقدراته، والانفتاح السياسي والتحولات العالمية بعيدا في المناصب السياسية العليا.

نقلا عن صحراء مديا

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016