الصفحة الأساسية > الأخبار > ملامح البرلمان القادم

ملامح البرلمان القادم

الأحد 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013  12:05

بقلم: الطالب سيدي ول افاه – الإمارات العربية المتحدة

باتت ملامح البرلمان القادم شبه واضحة في ظل المسار الأحادي للعملة الانتخابية الجارية وغياب أحزاب معارضة رئيسية كانت تشكل منافسا حقيقيا على وهنه للنظام القائم ، هذه المقاطعة التي شكك الكثيرون في جديتها وجدوائيتها صاحبتها مقاطعة موازية لشريحة كبيرة من الخزان الانتخابي غير المسيس أصلا، ليس بالضرورة تناظما مع أجندة المعارضة فهي لا تمثل تطلعاتهم كما النظام ، ولكن مقاطعتها عززت عندهم الشعور باللامبالاة نتيجة لإحساسهم بهزلية العملية برمتها وضآلة ما يتوقع أن تقدمه للبلد على أي صعيد، ويمكن للمتابع أن يلمس اثر مقاطعة هذا التيار في فتور الحملة وقلة الإقبال عليها، وهو ما سيستغله المقاطعون حتما باعتباره نزولا عند رغبتهم ، كما سيحاول المشاركون انتقاصه والتشكيك في حجمه الحقيقي.

لكن المدرك لحقيقة المجتمع الموريتاني وخيبة امله من طبقته السياسية برمتها موالاة ومعارضة يعلم جيدا أن من قاطع ليس رغبة في المعارضة ومن شارك لإكراهات قبلية او اقتصادية ليس حبا في النظام ولا رضا عن عملية تسييره الارتجالية الباهتة للبلد ، فأيقونة الدعاية لدى النظام( محاربة الفساد ، تجديد الطبقة السياسية ) سقطت سقوطا مدويا ، فلا فساد اكبر من ان ترى أسرابا من وزراء الدولة ومسئوليها في رحلات مكوكية باسم الدولة وبمقدراتها تجوب الأصقاع في حملة انتخابية دعائية ، كما ان تجديد الطبقة السياسية حال دونه نفوذ القبيلة الذي أذكى جذوته ول عبد العزيز من جديد سيرا على نهج سلفه غير الصالح .

يضاف لذلك أن المعارضة ما كانت يوما مقنعة حينما كانت مشاركة وممثلة في البرلمان فكيف بها وقد تدثرت بالمقاطعة واختفت خلف حجب النسيان .

وبناء على ضعف المشاركة نتيجة لمقاطعة المعارضة التقليدية والكثير من الناخبين غير المتحزبين نتيجة لسأمهم من ممارسة النظام والمعارضة على حد سواء وفشل الطبقة السياسية المسنة عموما ، فإنه يمكن أن نقرأ ملامح البرلمان القادم كالتالي :

أولا : غياب وجوه سياسية معارضة بارزة تتمتع بكارزمة مؤثرة وبصوت مرتفع مكنها من لعب دور اكبر من حجمها الحقيقي في الشارع كول بدر الدين ويعقوب ول امين ومحمد محمود ول لمات وغيرهم ، وهو ما سيؤثر حتما على اجواء القاعة على الاقل سيشعر النواب برتابة الجلسات وضجرها تماما كما سيشعر به المتابعون للجلسات على الشاشة .

ثانيا : سيكتظ البرلمان بأعضاء جدد من الموالاة وشبه المعارضة الناعمة ممن ما قال ( لا ) قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم ،، ضف إلا ذلك الكثير من مكملات العشرين في المائة من صاحبات (الصكات) الجديدة المفروضة على المجتمع ودافعي الضرائب واللاتي قليلا ما تراعى فيهن الكفاءة وإنما يرشحن لقريب أو نافذ أو حاجة مما تقضى به لبانة لذي شأن من وجوه الطبقة المخملية في المجتمع ، وأكثرهن يقضين نصف الجلسة في حمامات القبة لترتيب المساحيق وإصلاح الشأن مع استثناءات قليلة تثبت صحة القاعدة .

عموما سيكون برلماننا القادم خليط من موالاة من الحزب الحاكم وستين حزبا كرتونيا لا تنكر منكرا ، ومعارضة من الاصلاحيين والتحالفين عاجزة عن إقرار أي معروف ،، على الاقل سنستريح من صداع الرأس طيلة الجلسة ونهاية ادرامية روتينية تبصم بالعشرة للجنرالات على ما يريدون .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016