هل تلقت مبادرة مسعود ولد بلخير بتنظيم انتخابات توافقية ضربة قاتلة بعد لقاء الأخير مع الرئيس الاثنين الماضي؟ أو أن المقابلة الرئاسية أعطتها قبلة الحياة؟ الجواب يبرز جدلية نعم ولا.
نعم لأن المبادرة كسبت جولة عندما حصل توافق مبدئي بين الرجلين على مراجعة تاريخ الانتخابات، وتعديل تشكيل لجنة الانتخابات وتشكيل مرصد وطني لمراقبة الانتخابات ودراسة مسألة تدقيق مستقل للوائح الحالة المدنية. لكن كل هذا ليس جديدا ولا يصل إلى مستوى ما تطالب به المعارضة الراديكالية، وعلى أساسه أخذت قرار المقاطعة للانتخابات المقبلة. فالحقيقة أن إرادة الزعيم مسعود ليست كافية لإيجاد مسار انتخابي توافقي.
فمن هم على طرفي رقعة الشطرنج عاجزون عن اتخاذ الخطوة المناسبة، أو أن يجد ما يدفعه للتحرك خارج نطاق تياره، من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي. فعلى الرئيس أن يدرك أنه من المستحيل أن يستمر فى حكم البلاد بطريقة القرون الوسطى يحكم كما لو كان نصف إله يسير الأمور على هواه بعيدا عن أي حدود موضوعية. فالتسيير الأميري للدول أثبت فشله فى العالم ولدينا كذلك.
بالموازاة مع ذلك يجب أن تدرك المعارضة أن موريتانيا هي دولة نامية هشة وضعيفة. ولا تتحمل أبدا التوتر السياسي الدائم والشجار بين أبناءها. فكل الجهود يجب أن تكون منصبة فى تنمية أمتنا. لكن ذلك لن يتحقق إلا فى ظل نظام سياسي عادل. يجب أن نجلس جميعا حول الطاولة لنتناسى الماضي ونفكر فى المستقبل.
Biladi N° 717
ترجمة: الصحراء