دعا والي لعصابه يوم أمس إلى مكتبه ممثلين للتجار، فتحدث عن أجواء الشهر الكريم وتناول بلوحة وردية كافة أوجه الحياة بولايته فأكد أن الكهرباء تطورت وشبكة المياه تحسنت وفوق ذلك تحدث عن مختلف الخدمات الاجتماعية فوصفها بالممتازة، وقال إن السوق ممون والخضروات متوفرة والأسعار في المتناول وكل الدنيا عسل وتمر.

وهناك فإننا كمراقبين للشأن العام في هذه الولاية وهذه المدينة نلفت نظر سيادته إلى ما يلي:

1- إن تموين السوق يأتي من طرف تجار جشعين يبيعون للناس حسب هواهم لا تكبحهم عن مضاعفة الأرباح حكومة ولا ضمير ولا مستهلك، يعملون في سوق متخم بالغش والتدليس والمواد السامة والمنتهية الصلاحية، تراقبه عن وزارة التجارة سيدة واحدة تسند إليها المهمة في جميع مقاطعات الولاية تفتقر إلى ابسط الوسائل المادية و البشرية.

2- لقد أجابت شركة الكهرباء الوالي وأحرجته حين انقطع التيار عن أغلبية أحياء المدينة أثناء الاجتماع ومازال غائبا حتى كتابة هذا العنصر صباح اليوم، وأما أزمة المياه فقائمة رغم الترقيعات وأقرب زيادة لها هي ما يتم تنفيذه من آبار أمبيقير حيث يشهد بطئا كبيرا ولا أحد يعرف منا الحجم الذي سيسده من فرا غ العطش، لذلك يبقى العطاش في الأحياء الهامشية رهن ما يتصدق به الخيرون من ماء.

3- تحدث الوالي عن وفرة الخضروات هذه الأيام ونسي أن ذلك مجهود مزارعين كابدوا الأرض بأدوات أجداهم في العصور الحجرية دون أن تقدم الولاية ولا الدولة هذا العام أي دعم لهم يستحق الذكر وحين ينتصف شهر مارس الحالي ويدخل الشهر الكريم ينتهي الموسم بالنسبة لهذه الخضروات نظرا للحر وشح المياه وافتقار الحقول لأي وسائل للإنتاج الصيفي، وفي هذا النقطة فإن الحكومة لم تقدم أبسط التدابير والمساعدات الفنية التي يمكن أن تخلق بيئة مناسبة لخضروات دائمة وبالتالي فإن الصائمين في مدينة كيفه و لعصابه عموما مضطرون لشراء خضروات المغرب إذا أرادوا ذلك الغذاء على موائدهم.

4-جرى الحديث أيضا في هذا الاجتماع عن اللحم وطالب الوالي بتخفيض سعره وهو أمر بعيد كل البعد عن الصدى والتأثير والجدية فمدينة كيفه رغم مواشيها الهائلة تسجل أعلى سعر في اللحم داخل الوطن وحتى مقارنة مع دول الجوار، وهي القضية التي تشغل الرأي العام هناك وتثير دهشة المواطنين نظرا للتعامل المخجل للسلطات مع هذا الملف الحيوي إلى درجة صار الناس حولها يتحدثون عن تفاهمات مريبة بين أطراف وصية وممثلي الجزارين فباتوا أحرارا من أي مساءلة.

5- من المفارقة أنه و حديث الوالي على هذه الدرجة من التفاؤل جرى أن قلصت الدولة حجم السمك الموجه لفقراء الولاية إلى درجة لم يعد معها يلبي الحد الأدنى من حاجة الجياع في وقت أيضا باتت فيه دكاكين أمل شبه مغلقة.

الواقع في الأسواق وعلى مستوى الحالة المعيشية للسكان وفيما يتعلق بالخدمات بمدينة كيفه وغيرها من مناطق ولاية لعصابه يكذب جميع تلك الإدعاءات، ورغم عمق تلك الأزمات فيمكن أن يتم تخفيف وطأتها على السكان لو توفرت سلطة إدارية لامعة، مهتمة وواعية بحجم المسؤولية التي أسندت لها.