أثار قرار معالي الوزير المختار ولد داهي تذكير الطواقم الميدانية للتعليم بأن السنة الدراسية تتشكل من 36 أسبوعا، كثيرا من اللغط، الكثير من التدوين، دون أن يكلف أحد نفسه التذكر بأن ما قام به الوزير هو تفعيل للقانون لا أكثر، ذلك القانون الذي نتباكى جميعا مطالبين بتفعيله، وعند الشروع في ذلك نشرع الأسنة لمواجهته.

هنالك ميل تلقائي للوقوف في وجه الخطوات التي ترفع من ضبط المسار التعليمي، سواء تعلق الأمر بتقويم المستويات، ووضع مسار للتكوين، أو باستكمال الفترة الزمنية المخصصة قانونا للفترة الدراسية.

طوال أربعة أشهر ينعم الطلاب الموريتانيون بعطلة هي الأطول في العالم، وعكس ما ينبغي أن يتخللها من الأنشطة الثقافية والأعمال الكشفية والتطوعية،فإن هذه العطلة كانت تزداد بنصف أو كل شهر أكتوبر عند الافتتاح، كما كانت تبدأ مع نهاية شهر مايو، وفي مناطق كثيرة من الداخل تبدأ عمليا من منتصفه، حيث تتعرض السنة الدراسية لما يشبه ذكاة الحية قطعا لرأسها وذنبها.

لقد تم تصميم البرامج انطلاقا من تدرج سنوي قل من يحترمه، وهذا التدرج محدد بالأشهر التسعة المقررة للسنة الدراسية، بل وهو محدد بالأسبوع الدراسي ومكوناته.

إن الحاجة ماسة اليوم إلى استكمال السنة الدراسية وتطوير طرائق التدريس وتنويعها، ولو تقيد المدرسون بنصف ما تتضمنه المقررات من أنشطة وتدريبات، وما تتطلبه المسيرة الدراسية من نشاط صفي وآخر لا صفي، لعلموا أن تلك الأشهر التسعة قد لا تتسع للبرامج فأحرى أن يتم الاقتطاع منها.

يمكن للذين يمارسون تقديم البرامج بشكل إلقائي سريع، أن يكملوا المقررات في أشهر محدودة، ولكن تميزهم سيظهر إذا ما استغلوا باقي السنة لتقرير الدروس وترسيخها وتنويع وسائل التقويم والرفع من قدرات التلاميذ، وتحضيرهم بشكل جيد للنجاح وهو ما سيرفع نسب النجاح المستحق، ويجعل الأدوار متكاملة والعمل التربوي مسارا متواصلا

أما الحديث عن المزاجية فلا يمكن أن يجد وصفا أكثر مناسبة من محاولة تعطيل الدراسة واقتطاع شهر من السنة، تبعا لمتغيرات مناخية، تعايش الناس معها في ظروف أصعب مما هو كائن، حيث كانت المؤسسات التعليمية أقل عددا والاكتظاظ أكثر، أما الآن فإن مسار الإنشاء متصاعد في قطاع التهذيب، وآلاف الفصول المجهزة دخلت بشكل عملي إلى البنية المدرسية، وآلاف أخرى قيد التشييد الآن، فقليلا من الإنصاف يرحمكم الله.

rimafric