لا أحد في ولاية لعصابه يتوقع أن تزول مشاكلها المتنوعة على يد مسؤول بعينه مهما ملك من قدرات وبذل من جهود لأنها من تراكمات ورواسب متكلسة تفوق ما بوسع أي مسؤول يلج مكتبه بهذه الولاية.

غير أن تحلي المسؤول ببعض المسلكيات وتمسكه ببعض الممارسات والقيم يزرع الأمل لدى المواطنين ويبقيه عند حسن ظن العامة فيشعرون ببعض الطمأنينة ويأنسون إلى ما يقوم به من أقوال وأفعال.

ولاية لعصابه تحتاج إلى هذا المسؤول :

مسؤول يرد الذبائح التي تنهال عليه أيام مجيئه ويمتنع عن الهدايا التي يتلقاها طيلة وجوده بالولاية.

مسؤول يجعل مكتبه مرفقا عموميا لتناول القضايا العامة وشؤون الناس ،وليس مجلس شاي، مفتوح لرئيس القبيلة والتاجر والسمسار والمهرج والخاضعات بالقول.

مسؤول لا يتحول سكنه إلى حلقات للسمر الليلي يجمع الأصدقاء الجدد في المدينة، فإذا تفرقوا أوهموا الناس في الصباح أن هذا المسؤول تحت قبضتهم وأنه يداعب هذا ويمزح مع ذاك.

مسؤول يتحرك داخل الولاية ليتعرف على مشاكل السكان عن قرب ، ومن هم أبعد وأكثر عزلة هم الأكثر احتياجا إلى ذلك فالولاية لا تعني أربعة جدران.

مسؤول يتفاعل بسرعة مع ما يطرحه المواطنون من قضايا فلا يتردد في حل ما يدخل في صلاحياته منها ، ثم يتابع مع الجهات العليا هموم الناس ويصدق المواطنين المواعيد والآجال.

مسؤول لا يحرق شخصه بتبرير أكاذيب الآخرين ،ويبرئ نفسه من كل فشل وإهمال ليس شريكا فيه.

مسؤول يتحلى بأعلى درجات المسؤولية ويتصرف بليونة الصارم ويعمل من أجل أن يفهم الناس أننا نعيش في دولة.

مسؤول حذر من الصديقات والأصدقاء المحليين .

مسؤول يبدي الحماس والسعادة وهو يرى الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ويغضب حين يقف على الأخطاء والإهمال وإهدار الحقوق.

مسؤول لا يشغل نفسه في التغني بمنجزات الحكومة والرئيس فالشعب ليس غبيا ولن يصدق قلب الجحيم إلى جنات.

مسؤول لا يتبع أساليب قديمة هدامة ،كاذبة وخاطئة تصف أحوال الناس وكأنها على ما يرام ولا يريد أن تسمع غير عبارات التفاؤل والكأس الممتلئ، بل يجتهد في أن يستفيد جميع السكان مما هو متاح.

مسؤول يولي الاهتمام اللازم لهموم شعبه مصغيا جيدا وعادلا بين الناس.

مسؤول يلزم مكتبه ويوزع الصدق والاحترام واللباقة على زواره ولا يتردد في الخروج منه إلى أي مكان في العالم خدمة لمهمته وولايته.

مسؤول يتحلى بالرجولة أمام تيارات تعمل جاهدة أن تكون الكلمة الفصل للقبيلة ورجالتها وتستميت في إطالة سكرات الإقطاعية والعبودية والظلم العقاري.

مسؤول يتعفف عن ما في أيدي معاونيه ،وغنيا عما يسعى الوجهاء والأطر والمنتخبون إلحاقه بعرضه وسمعته.

مسؤول يتحرر من الحزبية ويفتح صدره للجميع ويعمل بروح مدنية مع عموم الشعب.