في 19 ابريل 2013 دشن وزير التجارة والصناعة التقليدية يومئذ السيد بمب ولد درمان رفقة ممثلة PNUD بموريتانيا مبنى في المدخل الشرقي لمدينة كيفه سموه "فضاء الصناعة التقليدية" و في حفل كبير أقيم في المكان وصف الوزير المنشأة بأنها ستكون نقطة انتاج وعرض وتسويق واستقطاب سياحي وستشكل بداية النهوض بقطاع الصناعة التقليدية في ولاية لعصابه.

اسدل الستار على الحفل الذي قاطعته غالبية حرفيي الصناعة التقليدية ثم أغلق المكان الذي لم يزود يومئذ بأي وسائل ولا معدات بما في ذلك الماء والكهرباء وصار مكانا للحيوانات السائبة وللسحالي ولم يقف به بشر طلية 10 سنوات.

قبل أسابيع تفتقت موهبة وزارة التجارة عن القيام بتدريب مجموعة قليلة من الشباب على صناعة الخزف وهو ما أتى بوزير التجارة لمرابط ولد بناهي في 7 أكتوبر 2023 للإشراف على اختتام الدورة.

الفعالية بدت كئيبة كاشفة عن حجم الإهمال وعن افتقار الوزارة للإرادة القوية الخلاقة والأخذ بهذا المرفق إلى ما تعهدت به سنة 2013 وهناك فضلت بعد عقد من الزمن تمرير حصة من الدعاية والتقاط الصور على عمل جاد يكتب له الاستمرار ويعود بالنفع على الوطن والمواطنين.

الطين الذي يتدرب عليها أصحابنا لا يجد ما يبلله من الماء فالمرفق يفتقر للماء منذ بني قبل 10 سنوات وكذلك الكهرباء مما فرض انتقاء مولد صغير لا يوفر من الطاقة إلا الجزء اليسير من أجل انهاء الدورة التدريبية.

انتهى الحفل وكل ما دار يحمل عناوين بارزة لمهزلة كبيرة لم يبق بعدها غير إفادات للمشاركين وتقارير سيغني بها الإعلام الرسمي والله وحده يعلم كم أنفق على هذا العمل من بيت مال الموريتانيين.

سيسدل الستار على هذا العمل كما أسدل على المرفق كله بعد انتهاء زيارة ولد درمان وسيعود المكان مجددا إلى وحشته حتى قدوم وزير جديد والإشراف على مسرحية جديدة يصفق على خشبتها المنتخبون الفاسدون وأبرياء المواطنين مع المستفيدين من ريع مثل هذه الأنشطة.

من ولد درمان إلى ولد بناهي ينتقل “فضاء الصناعة التقليدية" في مدينة كيفه من كلام معسول ومواعيد ذهبت أدراج الريح عند الوزير درمان إلى أيام من صناعة الطين في عهد ولد بناهي.

لا يَجْمُلُ على عضو في الحكومة أن ينفق من أموال الشعب على رحلة طويلة ومكلفة ليشرف على نشاط لا يرتقي إلى أكثر من متابعة وال أو مسؤول بالوزارة أو موظف محلي.

الاستمرار على هكذا مسرحيات من لدن الحكومة يبعث على الكثير من الدهشة وخيبة الأمل والخوف على مستقبل البلاد ؛وهو من جهة ثانية خداع للراي العام ومغالطة لرئيس الجمهورية الذي يتحدث كل وزير زائر بأنه يتصرف تنفيذا لبرنامجه.

اقرا على هذا الرابط التقرير الذي أعدته وكالة كيفه للأنباء يوم تدشين هذا المبنى من طرف ولد درمان سنة 2013

https://www.kiffainfo.net/article34...