لا أريد أن تصنف هذه الخاطرة السياسية الموجزة..باعتبارهاطرحا علميا يقتضي لغة خاصة.. أو تناولا معرفيا مؤسسا.. إنما هي تفاعل مع الاستحقاقات المقررة في 13من مايو بحول الله..؛ وتعليق على بعض خياراتها وخصوصا في السياق المحلي وفي مقاطعة كيفة تحديدا، وفي ترشيح النائب الوقور محمد محمود ولد سيد المختار (الشيده) بشكل أدق.

بادئ ذي بدء..فللأسف الشديد لا زال مجتمعنا لا يدرك - أو لا يراد له أن يدرك -الدور البارز الذي يفترض بالنائب البرلمانيأن يطلع به. وهو دور محوري لا غنى في الحياة السياسية المعاصرة، لا يؤثر على ذلك -كبير تأثير- اختلاف بيئات الأنظمة السياسية وخصوصياتها ونظرتها إلى تقسيم الوظائف وتطبيقات مبدإ الفصل بين السلطات.

ومن الغني عن البيان أن هذا الدور البارزسيتأثر بلا شك بكفاءة النائب وأهليته وتكوينه وقدرته على تقديم طرح مغاير ورؤية جديدة، تستطيع أن تضفي فاعلية على العمل البرلماني.. وتطوير سياسات تخدم الصالح وتحقق التنمية المحلية والوطنية المنشودة.

لا شك أن هذه الاعتبارات السابقة عانت منها بشكل واضح جدا برلماناتنا السابقة.. ولكي لا يستمر الأمر على هذا الحال..

فمن الجدير بالناخب الموريتاني أينما كان وحيثما كانأن يدرك أن دوره حاسم في تغيير هذا الواقع أو الإبقاء عليه إن شاء الله. فهي فرصة لن تتاح له إلا بعد خمس سنوات أخرى قادمة بحول اللهإن كان في العمر بقية.

من هذا المنطلقات والاعتبارات السابقة كلها؛وبعد قراءتنا للواقع السياسي المحلي وخصوصا في الاستحقاقات النيابية في مدينة كيفة؛ فقد ترسخت قناعتنا بأن النائب المرشح محمد محمود ولد سيد المختار هو النائب الأمثل لتحمل هذه الأمانة السياسية والشرعية والقيام بها على أحسن وجه وأكمل صورة.

ونستند في قناعتنا الراسخة هذه إلى مجموعة من الاعتبارات لا تقتصر فقط على معرفتنا الشخصية بالمرشح ومكانتهالاعتبارية والسياسية بل تتجاوز ذلك إلى الإيمان بالبرنامج الطموح الذي يقدمه والرؤية الجديدة الذي يقدمها النائب، والتي تتسم بسمتين في غاية الأهمية: وهماإدراك الواقع إدراكا حقيقيا لا لبس فيه.. ثم التطلع الجاد إلى تغيير الواقع من خلال قبة البرلمان الموقرة بعد أن نوصله إليها بحول الله.. بل وربما أيضا من خلال علاقات الرجل الواسعة المهمة.. وهو اعتبار ثالث من المهم استحضاره وعدم إغفاله.

من الواضح أن النائب قد ركز في برنامجه الذي قدمه على ثلاث مرتكزات أساسية:

  تتمثل أولى تلك المرتكزات بالعانية بالشباب، فقد ظل الشباب وقودا يستغله الساسة أثناء المواسم الانتخابية ثم يديرون أظهرهم له مباشرة بعد أن تنقضي تلك المواسم. بينما يسعى نائبنا إلى مدِّ جسور من التواصل الدائم مع الشباب وبناء الثقة بينهموبين المنتخبين، ليشكل بذلك بداية صفحة جديدةبين أطراف هذه العلاقة المهمة.

  أما ثاني هذه المرتكزات فيقوم على التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة والسعي الجاد المستمر إلى تغيير واقعها حقيقة.. وليس من خلال الوعود والأمنيات.وهو ما بدا واضحا وجليا في ذهن النائب وبرنامجه الانتخابي.

  ومن الطبيعي جدا أن رؤية النائب الطموحة لا بد وأن تقف وقفة مهمة مع قضايا تعزيز اللحمة الاجتماعية وتدعيم أواصرها.. وهو ما ركز عليه النائبالمرشح فعلافي أكثر من مناسبة.. إذ أوضح أنهسيسعى سعيه الدؤوب إلى دعم السياسات التي تحقق العدالة الاجتماعية وتتجاوز التفاوت الطبقي.. الذي يعتبر العامل الاقتصاديجوهره الأساسي وكنهه الذي لمتسبر أغواره بعد.

هذا بصفة عامة دون الخوض في تفصيل هذه المرتكزات وأدوات تنزيلها على صعيد الواقع. وفي ختام هذه التدوينة السياسية.. فأعود وأذكر مجددا أن نائبا هذه ميزاته وتلكم مرتكزات برنامجه.. لجدير بنا أن نكون جميعا خلفه داعمين ومساندين إلى أن نوصله إلى قبة البرلمان التي تليق به ويليق بها، بحول الله.

د. المصطف ولد حمادي

أستاذ متعاون مع جامعة نواكشوط