لعصابه: ما يجب استخلاصه من تدخل الجيش لإخماد حريق المداني

تعرف ولاية لعصابه وغيرها من ولايات الوطن عند نهاية كل موسم أمطار بدء سلسة من حرائق المراعي تأتي على مساحات شاسعة من الأعشاب رغم حاجة المواشي إليها، وتُتْرَكُ مهمة التدخل للمصالح البيئة وهي العاجزة عن مواجهة مثل هذه الحرائق أي أنها في أحسن الأحوال لا تمتلك غير سيارة واحدة وبضعة أشخاص عزل لذلك يتركز تدخلها على بعض عمليات التحسيس وإخبار الجهات المعنية عن الحرائق وغير ذلك من المهمات الهامشية جدا، بالإضافة طبعا إلى شق الخطوط الواقية، تلك الجهود تكلف الدولة الموريتانية أموالا طائلة يذهب جلها بين الإداريين وفي مختلف البنود البيروقراطية.

في السنة الماضية شب حريق في المراعي عند بلدة المداني بمقاطعة كنكوصه ولولا تدخل المندوب الجهوي للبيئة بولاية لعصابه الذي كان رفقة عناصره يقاومون ألسنة الحجيم واستنجاده بوحدة من الجيش ترابط في بلدية تناها لاشتعلت النيران في كل القرى القريبة.

فلماذا لا توجه أموال مكافحة الحرائق إلى الجيش كي يضطلع بالمهمة وهو المنتشر في الكثير من جيوب الوطن ؟ ولماذا تظل هذه الوظيفة الحيوية التي تعتريها دائما ظروف الاستعجال بيد قطاع تعمدت الدولة أن يظل عاجزا.

هناك لوبيات في هذه الوزارة تغطي على ذلك العجز ولا تريد أن تفوت على نفسها الاستفادة من تلك الأموال ولا يهمها إن كان ذلك في مصلحة الوطن أو سبب في تخريبه.

إن الدرس المستخلص من حريق المداني وغيره من الحرائق التي تدخل فيها الجيش هو أن تعطى هذه المهمة لمن يتمتع بالقدرة على أدائها.