الصفحة الأساسية > الأخبار > السيد الرئيس .. لا شكر على واجب/ بدين آمين

السيد الرئيس .. لا شكر على واجب/ بدين آمين

الاثنين 19 كانون الأول (ديسمبر) 2022  08:27

إن خطاب السيد الرئيس محمد ولد محمد احمد الغزواني بمناسبة عيد الاستقلال كان خطابا على مستوى قائله ، وكان مدعوما بالأرقام ، وقد بين فيه ما أنجز من تعهداته وأظهر فيه اهتمامه بالحياة المعيشية للمواطنين ، وتكلم فيه عن جوانب الحياة المختلفة وزاد في رواتب كافة العمال وزاد في علاوات المدرسين والأطباء ووكلاء الدولة ، ولكنه مع كامل الأسف نسي أو تجاهل فئة المتقاعدين أو أنه استكثر ما قد قدم لهم في الماضي مثل كافة المواطنين .

هذه الفئة هي أكثر الناس استحقاقا في الزيادة ورد الجميل ، لأنها فئة مسنة هشة ضحت بكافة ما تملك من قوة في سبيل خدمة هذا الوطن ، فكانت مثل المصباح ، الذي يحترق ليضيء للآخرين .

فهذا الخطاب أسعد الجميع في هذا اليوم السعيد ، سوى فئة المتقاعدين ، فهو هنا ينطبق عليه ما ذكره الشاعر كثير عزة حيث قال :

قَضَى كُلُّ ذي دينٍ فوفّى غريمَهُ **** وَعزَّة ُ مَمْطُولٌ مُعنَّى غَريِمُهَا

إن هذا الخطاب ذكر فيه السيد الرئيس ما قام به من واجبه وما أنجز من تعهداته ، أو هو قيد الانجاز ، ولا شكر فيه على واجب ، لا ينبغي أن تقوم حوله الضجة كأنه جعل الأرض جنة وأنجز كافة الوعود ، ولا يحتاج للتطبيل والدعاية لأنه لا شكر على واجب .

وتسخير وسائل الإعلام السمعية والمرئية ، وكافة وسائل الاتصالات والمهرجانات دعاية وتطبيل غير مستساغ وممل وتملق ونفاق .

فالسيد الرئيس أنجز بعضا مما وعد به ، ولم ينجز الكثير مما يحتاج الانجاز والوفاء بتعهداته ...

أقول لهؤلاء الذين يمارسون هذا النوع من النفاق والتطبيل لكل رئيس حكم هذه البلاد ( كفاية ، كفاية ، كفاية ) كفاكم تطبيلا ونفاقا وتأليها لكل رئيس تولى هذا الأمر وأقول لهم مرة أخرى : دعوا رئيسنا بسلام ، لا تفسدوا رئيسنا بالنفاق

إن السيد الرئيس محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني من أرومة أخلاقية معروفة بالأريحية وتربية العقول ، فهو من سلسلة آباء كرام في القيادة والأخلاق ، توارثها سيدا بعد سيد .

فهو مثل ما قال الشعار :

أَرى كُلَّ عودٍ نابِتًا في أَرومَته = أَبى منبت العيدانِ أَن يَتَغَيَّرا

فشخص من هذه الأرومة لا يحتاج للنفاق ، وهو شخص يصيب ويخطئ ، ولكل جواد كبوة ، ومن كبوات هذا الجواد ، حسب وجهة نظري المتواضعة ما يلي :

1 – عدم تخلصه مما يحيط به من المفسدين ولصوص المال ، الذين يشكلون حجر عثرة أمام ما ينجز من أعمال ، فهم حشرة ضارة ، ستجهض كافة ما يقوم به من مشاريع ، فهم سوسة المال والأعمال ، وينبغي التخلص من هذه الطفيليات . وإلا سيكون كسلفه السابق محمد ولد عبد العزيز ، الذي ادعى أنه جاء لمحاربة الفساد والمفسدين ، فلما أدرك عجزه عن ذلك انضم إلى هؤلاء ، حتى لا تفوته الغنائم ، فأخذ يأكل وينهب ، كما تأكل الأسود وتنهب ، حتى يتدارك بعض الفتات من المائدة ، فكان أشد شرها من الجميع ، بل استحوذ على ما تدارك ، وأصبح أسدا وله حصة الأسد .

أحذر السيد الرئيس محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني من الإقتداء بصديقه السالف ، وعن المرء لاتسأل ......

3 ـ تركيزه على الصدقات وتقسيم الأغذية والنقود على الفئات التي يسمونها بالهشة والمتعففة ... هذا هو أكبر عمل فاشل ، كمثل حالب الناقة في الآضاة ( حلاب ناقته في الظاية )

إن الصدقة لا تحل مشاكل الفقر ولا تبني الدول ، كان من الأجدر أن يستصلح الأراضي الزراعية ويوزعها على أفراد هذه الطبقة ، مصحوبة بالخبراء والآلات الزراعية الحديثة والبذور المبيدات الحشرية والسياج الحامي من السائبة والقروض الطويلة الأجل .....بدل أن يعود هؤلاء على الصدقات والإتكالية .

كان من الأجدى أن تسخر وسائل الاعلام لتوعية هؤلاء على العمل والاتكال على النفس ، ويقال لهم ما قال الله تعالى لمريم ابنة عمران التي جعل لها الرطب في جذع نخلة يابسة وأمرها بالعمل وقال لها جل من قائل :( وَهُزِّىٓ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَٰقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)

3 ـ ترك أرض الدولة ملكا للإقطاع القبلي ، كان عليه أن يصادر جميع الأراضي الغير محيية إحياء واقعيا من أيدي القبائل ، فالدولة والقبيلة متوازيان لا يلتقيان ، والعلاقة بينهما عكسية ، فإذا قوت إحداهما ضعفت الأخرى ، فكان ينبغي أن لا تكون وظائف الدولة موزعة على أصحاب النفوذ ومشاييخ القبائل والطوائف ومشاييخ الطرق ، فينبغي أن تكون الوظيفة حسب الكفاءة والإخلاص والأمانة .

4 ـ حصر الجامعات والمعاهد العليا والمدارس الفنية والوزارات والمصانع في العاصمة ، كان ينبغي أن توزع الجامعات والمعاهد العليا والمدرس الفنية والمهنية على عواصم الولايات حتى نمنع الهجرة من كافة أرضنا إلى العاصمة ، كما ينبغي أن توزع المصانع ، حيث تكون المواد الأولية .

5 ـ عدم الاهتمام الحقيقي بالثروة الحيوانية ، فنحن ينبغي أن ندرك أن المهرجانات والاحتفالات لا تحل مشاكل الثروة الحيوانية ، فمشاكل الثروة الحيوانية مشاكل هيكلية .

فأرضنا لا تنتج ما يغذي ثروتنا الحيوانية ، سوى ثلاثة أشهر على الأكثر ، بعد ذلك تصبح تحت رحمة الجيران ، وبالأخص مالي (الدولة الفاشلة) وما بها من لصوص وسلطة مستبدة ، كما أن هذه الثروة مازالت تحت رحمة الآفات الضارة من ديدان وطفيليات وأمراض ، غير مكتشفة الأسباب ، رغم أن هذه الثروة هي العمود الفقري لحياة 80% من المواطنين .

ينبغي أن لا تترك تحت رحمة الطبيعة ، وأن تقام لها مصانع أعلاف في كل ولاية ، فهذا المال الكثير المنهوب ، ينبغي أن يستثمر في سد عجز ما تستهلكه ثروتنا الحيوانية بدلا من أن تكون الاستثمارات في العقارات في انواكشوط .ينبغي أن يوجه القطاع الخاص ورأس المال إلى إنتاج أعلاف وسد نقص ما تحتاج هذه الثروة من خبرة وتغذية ودواء .

بدين ولد آمين

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016