جمعتني مكاتب وكالة كيفة للأنباء يوم 20\09\2022 مع كوكبة من مثقفي الولاية وبعض فاعليها السياسيين. كان الامتعاض من واقع المدينة السيئ و ما تعيشه من غياب شبه تام لأسباب التنمية باديا في حديث أغلبنا .. حيث أنه بات من الملاحظ تراجع السلوك المدني لدى السكان و تغاضي السلطات عن كثير من الأمراض الاجتماعية بل وتقصيرها في معالجة بعض القضايا المهمة والحساسة ...

لقد ذكر البعض أن كيفة بدأت مدينة منذ تأسيسها مع مطلع القرن العشرين، إلا أن نزوح أهل الريف وتغول عاداتهم وأحكامهم العرفية ذات الطابع القبلي الجاهلي على النظم والقوانين ذات الطابع المدني قضى على التجربة بعد أن آتت أكلها عقودا من الزمن . نعم .. كانت هناك مدينة أو على الأقل مشروع مدينة قبل مسلسلنا الديمقراطي سيئ الإعداد والإخراج يعيش سكانها بانسجام و وئام، لا فضل لأحدهم فيها على أحد إلا بقدر ما يقدم من عطاء علمي أو عملي . كانت هناك أندية رياضية وثقافية ومسرح، وكانت أسواق المدينة أكثر تنظيما وأحسن تموينا مما هي عليه اليوم . وكانت شوارعها أنظف و ساحاتها أرحب رغم العتمة وشح المياه وبساطة المساكن وفقر السكان .

غير أن من يزور المدينة اليوم سيصدم لحجم مظاهر البؤس الذي تعانيه بفعل معاول الهدم الشغالة منذ عقود.

إن هذه الوضعية المزرية التي آلت إليها المدينة هي نتاج فساد الأنظمة المتعاقبة التي وجدت في الديمقراطية المشوهة (النسخة الافريقية) سر بقائها، تلك الأنظمة التي اختارت بناء ذاتها على حساب الوطن يوم تماهت مع القبيلة ذات الأهداف الضيقة الآنية التي تحركها النعرات والثأرات والأطماع .

في حين كان يرى بعضنا الآخر أن السبب في ضعف التنمية بالمدينة يعود أساسا إلى السكان الذين تركوا النضال وراموا الكسل؛ فانساقوا مع القطيع غير مكترثين لما يجري وما يحاك ضدهم .. لا مطالبين بحقوقهم ولا مؤدين واجباتهم؛ لذلك سيظل التخلف يطبع المدينة والفقر ينهش سكانها. قال تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

عموما : لقد أنجبت مدينة كيفة العديد من المثقفين و رجال المال والسياسة ممن تبوؤوا المناصب و حصلوا المكاسب ؛ لكن أغلبهم للأسف لم يرد لها الجميل، فكانوا يفرون كلما احتاجتهم و يكرون كلما احتاجوها حتى بدا من هزالها كلاها ..

فهي تئن تحت وطأة العطش و تعيش تحت رحمة الانقطاعات الكهربائية المزعجة، و هم يبررون للأنظمة المتعاقبة إخفاقاتها، ويلتمسون لها أحسن المخارج، بل يبادرون إلى كبت كل مغرد خارج سرب المنمقين و المصفقين .

رجاؤنا أن يتوب هؤلاء وأن يؤوب كل نافذ إلى رشده، ويبر مسقط رأسه، وأهله وإخوته بمساعدتهم على العيش الكريم في بيئة نظيفة ملؤها نشاط و عمل وإنتاج، وتنمية حقيقية شاملة تنهض بمدينتنا الغارقة في أوحال الحرمان و التهميش والإقصاء...

و في الأخير أحيي كل من ضمه مجلسنا اليوم وأخص بالذكر:

عمدة بلدية كيفة الدكتور جمال ولد كبود

نائب رئيس جهة لعصابة السيدة زينب بنت سيديني

الإطار محمد المختار ولد الطلبة

الفاعل السياسي المختار ولد سيد احمد ولد بوسيف

الاستاذ محمد ولد هيدي

الأستاذ عبدي ولد الساموري

المدير الناشر لموقع وكالة كيفة للانباء الشيخ ولد مودي