الصفحة الأساسية > الأخبار > رئيس الجمهورية إلى تامشكط .. المشاكل بحجم جبال أفله وفيافي آوكار!!

رئيس الجمهورية إلى تامشكط .. المشاكل بحجم جبال أفله وفيافي آوكار!!

الاثنين 18 تموز (يوليو) 2022  08:41

مدينة تامشكط

يعيش سكان مقطعة تامشكط بالحوض الغربي وضعا قاسيا يضرب حياة الناس في الصميم، ويبعث على القلق الشديد؛ فقد تميزت السنوات القريبة الماضية بضعف التساقطات المطرية وكان الخريف الماضي هو الأسوأ منذ عقود، حيث لم تتجاوز التساقطات بعاصمة المقاطعة 71مم ، كما كانت في باقي أنحاء المقاطعة دون ال 150 مم في الإجمال، عكس ما يسجل في السنوات المتوسطة حيث تتعدى التهاطلات الإجمالية في العادة حاجز ال400مم.

وهو الأمر الذي أدى إلى غياب شبه تام للنشاط الزراعي،كما عادت المواشي القادمة من صيف قاس جدا إلى نفقة ملاكها الذين باتوا يطعمونها كما يفعلون تماما لأطفالهم بعدما انقطع المطر هذا العام على ما نزل منتصف يونيو الماضي.

السدود في منطقة "أفله" التي تمثل سلة غذاء المقاطعة لم تنبت حبة زرع للعام الثالث على التوالي والمواشي تعرضت لخسائر فادحة خلال الصيفين الماضيين.

وفي مقاطعة تنحصر فيها حياة السكان على القطاع التقليدي بشقيه الرعوي والزراعي فقد قاد هذا الوضع الاستثنائي إلى تدهور خطير في المستويات المعيشية للسكان وجمود كافة الأنشطة التي تدر منافع للناس لارتباطها الوثيق بالمصادر سالفة الذكر.

لقد طارت أسعار المواد الاستهلاكية مؤخرا إلى مستويات قياسية ثم حلقت خلال اليومين الماضيين بعد إعلان الحكومة عن رفع أسعار المحروقات ،وكان على رأس ذلك مادة القمح التي بلغ سعرها 12 أوقية،وهي المادة الأساسية لغذاء الناس والمفضلة أيضا لإنقاذ الدواب التي يتملكها العجف، كما تضاغفت أسعار النقل وتكاليف كافة الخدمات؛ مما جعل المواطنين في حيرة مما يجري وحالهم في حاضر مؤلم ومستقبل بات مقلقا إلى أبعد الحدود.

يحدث ذلك في ظل غياب تام للتدخل الحكومي حيث كان التدخل الوحيد من طرف السلطة هو ما يعرف بدكاكين أمل التي توجد في أماكن محدودة من المقاطعة وقد باتت منذ5 سنوات شبه مغلقة.

إنه وضع مزر تنسحب ارتداداته على كافة مناحي الحياة بما في ذلك سوء الخدمات وانتشار العطش وترهل التغطية الصحية والتعليمية في منطقة يشكل "أدوابه" المعدمين غالبية سكانها.

اليوم يختار رئيس الجمهورية إطلاق الحملة الزراعية من سد "لكراير" التاريخي أحد أهم السدود بالمقاطعة ؛وهو أمر في محله وله رمزية هامة جدا فسكان أفله هم مزارعون بالوراثة والمنطقة هي سلة غذاء المقاطعة فيما يخص الحبوب. غير أن الذي ينتظره الناس في هذه المقاطعة هو ما تختلف فيه هذه الزيارة مع الزيارات الاستعراضية التي دأب الأسلاف عليها فلا تخلف هي فرقعات إعلامية يسجلها النظام القائم ومناسبة لتباري المنتخبين والأطر لإظهار آي الولاء وإيهام الزائر بأنهم أصحاب النفوذ والقوة.

ولكي تكون هذه الزيارة نافعة يجب أن تسير لصالح السكان المحليين والمزارعين الاستحقاقيين لا أن تُعمى بصيرة الرئيس بغبار جحافل السماسرة السياسيين وأباطرة الإقطاع والمال.

لن تكون ذات معنى إذا لم تستجب السلطة لكافة المطالب التي يطرحها المزارعون والأخذ بأيدهم إلى تطوير أساليبهم ومعداتهم وتحويل منطقة أفله إلى قطب زراعي يعمل بالوسائل العصرية ،وفيه يُمَكن المزارع من امتلاك حقله وتحرير طاقته وتذليل كافة الصعاب أمامه.

إن قطع الشريط الرمزي، ورفع راية الجمهورية لبدء الحملة الزراعية لن يغني من جوع إذا عاد المزارعون في اليوم الموالي لأخذ أدوات أجداهم في العصور الحجرية، وحينها لن تربح المقاطعة أي شيء ولن يُجني من الزيارة غير نقاط جديدة لصالح المصفقين وسدنة المخزن والحزب الحاكم.

والذي يجب أن يعيه هؤلاء المستديرين دوما مع دائرة السلطة، الواهمين الرؤساء بأنهم يمتلكون رقاب الناخبين في هذه المقاطعة هو أن "الوعي الشقي" في تصاعد، وأن الفلاحين هنا صاروا يهتدون إلى معابر أخرى أو أبواب لعرض ما يقاسون وليس مهرجان قرية "لهبيله" ببعيد حيث وجد المئات الأمل على يد النائب برامه وبين يديه شكوا ما يتعرضون له من ظلم وغبن وتهميش من لدن الطبقة التي تقود شؤون المقاطعة وترسم مشاهدها السياسية.

فهل يستوعب أصحابنا الدرس ويفهمون ما أرخت له تلك اللحظة؟

وكالة كيفه للأنباء

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016