الصفحة الأساسية > الأخبار > ثلاث سنوات من الصراعات هل يعيد المؤتمر ترتيب أوراق القوة والنفوذ في حزب (...)

ثلاث سنوات من الصراعات هل يعيد المؤتمر ترتيب أوراق القوة والنفوذ في حزب الاتحاد؟

الجمعة 1 تموز (يوليو) 2022  06:21

يستعد قادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لفعاليات دورة مجلسه الوطني الثالثة بعد تأسيسه الثاني، إثر أزمة المرجعية وما فتحته من أسئلة، وأضاءت من إشكالات حول حاضر ومستقبل الحزب.

وإذا كانت السلطات الرسمية قد حسمت بسرعة أزمة المرجعية، بقطع الطريق أمام مطامح الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وتنصيب قيادة جديدة كانت مجهولة إلى حد كبير، فإن الاختلالات التي عاشها أداء الحزب خلال السنوات الثلاث المنصرمة، يدعو هو الآخر وبجلاء إلى تدخل آخر لإعادة "حزب الدولة" إلى سكة الصحيحة للأداء.

هذا ما يراه خصوم الرئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، أما أنصاره فيحاولون وضع الأمور في سياقها الزماني، معتبرين أنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان، خصوصا أن العمل السياسي بشكل عام، كان في في "حجر صحي" طيلة سنتين على الأقل، بفعل جائحة كورونا وما أعقبها من متحورات سياسية متعددة.

وبين هذين الموقفين، ثمة مساحات أخرى لتحليل وتقييم مسار الحزب الذي يمثل الطبعة السابعة من الأحزاب والتشكيلات السياسية المعبرة عن الدولة منذ الاستقلال إلى اليوم (حزب الشعب- هياكل تهذيب الجماهير- الحزب الجمهوري- تنسيقية المستقلين- حزب عادل- حزب الاتحاد من أجل الجمهورية)

ثلاث سنوات من الترقب

وصل رئيس الحزب المهندس سيدي محمد ولد أعمر الطالب إلى سدة القيادة عبر رافعات متعددة، أبرزها:

الخروج من صراع الصف الأول في الحزب: حيث كان المهندس القادم من خارج الحزب حل ظرفيا لأزمة التنافس المستمرة على قيادة حزب الدولة.

التمثيل الاجتماعي: حيث ينتمي إلى مدينة تمبدغة في عمق الشرق الموريتاني، زيادة إلى انتمائه إلى واحدة من أهم المجاميع القبلية في البلاد.

العلاقات الإيجابية العميقة مع رموز السلطة

الخبرة والكفاءة المهنية حيث عمل وزيرا في أنظمة مختلفة ودبلوماسيا في بلدان عديدة.

ومع استلام رئيس الحزب لمهامه، وبعد تشكيل الأمانات والهيئات الحزبية بدأ الاستقطاب السياسي والجهوي داخل الحزب، ليتوج الأمر ببعثات حزبية إلى الداخل، لم تستكمل مهمتها بسبب الوضعية الصحية ليغرق الحزب في هدوء سياسي استمر قرابة سنة، قبل أن يفعل وبشكل جزئي هيئاته وأنشطة مكتبه التنفيذي الذي حافظ على "التباعد" في دوراته.

ولعل من أبرز سمات الفترة المنصرمة:

تضخم الفريق الاستشاري لرئيس الحزب والذي وصل عدة مئات من المستشارين والمكلفين بالمهام، دون أن يكون لهم أداء محدد

الضعف العام في أداء الحزب، وضعف أداء هيئاته وأماناته.

ضعف الدعم الرسمي للحزب ومحدودية الإسناد السياسي له، حيث كان على رئيس الحزب وفريقه مغالبة أمواج سياسية مضطربة، وفريق حكومي غير متفاعل معه

ضعف متابعة رئيس الحزب للملفات واللجان التابعة للمكتب التنفيذي.

الصراعات العميقة بين لوبيات الحزب وجماعات الضغط المختلفة.

تعدد المبادرات الفعالة داخل الحزب، وما هو جعله مجموعة أحزاب صغيرة متعايشة داخل جسم كبير، ومن بين هذه التيارات ما يمتع بمقرات وبهيكلة تنفيذية، كما أن بعضها يعيش صراعات عميقة جدا

ضعف العلاقة بين الحزب والحكومة إلى حد القطيعة، وشن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للحزب حملات تشويهية ضد بعض أعضاء الحكومة.

الضعف الشديد في أداء المنظمتين النسائية والشبابية للحزب، وتفاقم الخلافات بين قياداتها ونشطائها .

ضعف استيعاب القوى والتيارات السياسية القادمة من المعارضة أو من خارج الصف التقليدي للأغلبية

ضعف العلاقة بين الحزب وفريقه البرلماني.

ضعف العلاقة مع بقية أحزاب الأغلبية

تعطل عمل فيدرالي الحزب وأقسامه، وضعف أدائها بشكل كبير

محدودية العلاقات الخارجية للحزب

ومع ذلك فقد حافظ الحزب على أداء مقبول في مجالات أخرى من بينها:

التصدي للخطاب السياسي المعارض والرد السريع على بيانات ومواقف المعارضة.

الإسناد الإعلامي المتواصل لعمل الفريقين الحكومين المتعاقبين رغم تذبذب العلاقة مع الحزب.

مراكز الضغط وصراعات

رغم محدودية الأداء فقد عاش الحزب خلال الفترة المنصرمة بروز تيارات ضغط متعددة من بينها على سبيل المثال

تيار الحرس القديم: الذي يمثل الجيل المؤسس لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ويتزعم هذا التيار الوزير والسياسي السابق حمادي ولد اميمو، ويضم أيضا عددا من الوجوه العتيقة في الحزب.

تيار رئيس الحزب: ويضم مجموعة من الأطر المحسوبين على الشرق الموريتاني، وخصوصا من الحوض الشرقي.

تيار القوى الجديدة في الحزب : ويضم على سبيل المثال القوى السياسية المعارضة للرئيس السابق والذي انضمت إلى الحزب بطلب من الرئيس الغزواني ومن أبرز هذه القوى: قادة حزب عادل، تيار راشدون، المنسحبون من تكتل القوى الديمقراطية الخ

تيار محمد يحيى ولد حرمه: الذي يقدم نفسه باعتباره الأولى من حيث السن والخبرة السياسية الأقدر على قيادة الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة، والأقدر أيضا على رئاسة الحزب وفق تقدير أنصاره

آفاق المؤتمر الجديد

يحمل المؤتمر القادم للحزب عدة أوراق أساسية تتعلق بتعيين رئيس جديد للحزب، وإعادة تفعيل هيئاته وربما مراجعة نصوصه، إضافة إلى الاستعداد للاستحقاقات القادمة، ومن أبرز الأسماء المتداولة لرئاسة الحزب:

وزير التهذيب الوطني: ماء العينين ولد أييه، وهو أيضا الناطق الرسمي باسم الحكومة، ويعتبر اليوم أبرز الوجوه السياسية الممثلة لولاية آدرار.

المكلف بمهمة في رئاسة الجمهورية: الدكتور أحمد سالم ولد محمد فاضل، وهو قيادي بتيار راشدون، وأحد الوجوه السياسية المعروفة في حزب الاتحاد، ويتداول اسمه منذ فترة لشغل هذا المنصب

حماده ولد أميمو: سياسي وزعيم اجتماعي ودبلوماسي ينتمي إلى الحوض الغربي، وهو أحد القادة المؤسسين لحزب الاتحاد

ودون شك لن تكون مهمة الرئيس القادم للحزب – بعض النظر عن هويته سهلة، حيث سيكون عليه:

اختيار فريقه السياسي المقرب منه والقادر على إدارة المرحلة المقبلة

إعادة تفعيل عمل الحزب وهيئاته ولجانه

الاستعداد للانتخابات النيابية والبلدية والجهوية القادمة وضمان حصول الحزب على الأغلبية المريحة في كل المجالس الانتخابية

إدارة مشاركة الحزب ودوره في التشاور الوطني الموسع

تسيير التناقضات الاجتماعية والفئوية والتوازنات السياسية داخل الحزب.

استيعاب المتغيرات السياسية والاجتماعية في الشعب الموريتاني وخصوصا نخبه الشبابية.

وبين تلك الملفات يبقى على الرئيس المرتقب للحزب أن يدير يوميات كم هائل من السياسيين ومجموعات الضغط ولوبيات التأثير المتناقضة الأهداف والوسائل.

rimafric

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016