الصفحة الأساسية > الأخبار > هل تتحمل مالي انسحاب "القبعات الزرق"؟ (تقرير)

هل تتحمل مالي انسحاب "القبعات الزرق"؟ (تقرير)

الثلاثاء 17 أيار (مايو) 2022  05:31

على وقع تصاعد التوتر في العلاقة بين باماكو وباريس، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن مالي قد تنهار إذا انسحبت القوات الأممية.

وينظر مجلس الأمن الدولي في يونيو المقبل، في تجديد ولاية "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي" (مينوسما)، التي تضم 13 ألف عنصر.

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الهجمات بمالي، التي تنشط فيها عدة منظمات إرهابية وانفصالية، فضلا عن شبكات تهريب السلاح والمخدرات.

وفي مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، في 5 مايو الجاري، قال غوتيريش، إنه لن يقترح إنهاء مهمة القوات الأممية في مالي "لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة".

إلغاء اتفاقيات دفاعية

في 2 مايو الجاري، ألغت الحكومة المالية الاتفاقيات الدفاعية الموقعة مع فرنسا وشركائها الأوروبيين، وشجبت ما وصفته بـ"الانتهاكات الصارخة" للقوات الفرنسية الموجودة في البلاد للسيادة الوطنية، و"خروقها الكثيرة" لمجالها الجوي.

وقال المتحدث باسم الحكومة المالية عبد الله مايغا، في تصريح للتلفزيون الرسمي لبلاده، في 3 مايو، إن باماكو "تلمس منذ فترة تدهورا كبيرا في التعاون العسكري مع فرنسا".

وعليه أعلنت باماكو، الإنهاء الرسمي لـ"اتفاقية التعاون الدفاعي"، المبرمة مع فرنسا في 2014، واتفاقية 2013 المتعلقة بعملية "سرفال" العسكرية ثم "برخان" الفرنسيتين، واتفاقية 2020 المتعلقة بعملية "تاكوبا" الأوروبية، ابتداء من 2 مايو.

ثم أعلنت باماكو يوم 15 مايو الجاري انسحابها من مجموعة دول الساحل الخمس ومن قوتها العسكرية لمكافحة الإرهاب احتجاجا على رفض توليها رئاسة هذه المنظمة الإقليمية التي تضم أيضا موريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر.

واعتبر بيان للخارجية المالية، أن "معارضة بعض دول الساحل الخمس (لم تسمها) لرئاسة باماكو للمجموعة، تعود إلى مناورات دولة خارج الإقليم ترمي بشدة إلى عزل مالي"، في إشارة إلى فرنسا.

عودة إلى مربع 2012

يرى المحلل السياسي الموريتاني المتخصص في الشأن الإفريقي، محفوظ ولد السالك، أن "انسحاب القوات الأممية من مالي، إن حصل، سيعيد البلاد إلى مربع 2012".

وفي 2012، سيطرت تنظيمات متشددة على أنحاء واسعة من شمالي البلاد قبل طردها في 2013 إثر تدخل قوات عملية "سرفال" الفرنسية.

ولفت ولد السالك، في حديث لوكالة الأناضول، إلى أنه منذ عشر سنوات، لم تستطع فرنسا من خلال عمليتي "سرفال" و"برخان"، والأمم المتحدة من خلال "مينوسما" وقوات "دول مجموعة الساحل" لاحقا، القضاء على الجماعات المسلحة.

وأضاف "هذا يعني أن انسحاب أي من هذه القوات سيؤدي لا محالة إلى انهيار أمني كبير". وحذر ولد السالك، من أن التلويح بسحب القوات الأممية، يعقبه انسحاب فعلي لقوة (برخان) الفرنسية و"تاكوبا" الأوروبية.

فاغنر ليست بديلا

ويعتبر ولد السالك، أن مالي مقبلة على وضع حرج، إذا لم تستطع بالفعل إحلال حلفاء أقوياء محل الأطراف المنسحبة.

وتابع أن شركة "فاغنر" الروسية لا تشكل بديلا، "والأمثلة على حضورها في عدة دول إفريقية، لا تؤشر على أنها قد تشكل حليفا قويا يمكن الرهان عليه".

ولفت إلى أن "الجيش المالي حاله حال معظم جيوش المنطقة، ضعيف وتعوزه القدرات والإمكانات، كما أنه منهك جراء عقد من محاربة الجماعات المسلحة".

وأردف أن "رهان المجلس العسكري الانتقالي في مالي على طرد فرنسا وإحلال روسيا محلها، وربط فرنسا بالماضي الاستعماري كان أقرب إلى انتشاء بلحظة عاطفة عابرة، لامست هوى شعبيا، لكنها تفتقد بُعد النظر والرؤية الاستراتيجية".

ونبه الخبير في الشأن الإفريقي إلى أن "مالي أحوج ما تكون إلى تعدد الشركاء منه إلى التقوقع والاصطفاف، خصوصا في ظل تعدد وترابط الأزمات التي تعيشها".

وزاد: "الواضح أن الرصيد الشعبي الذي كان يراهن عليه عسكريو باماكو في صراعهم مع فرنسا بدأ يتآكل، في ظل عجز أصحاب البزات العسكرية عن بسط الأمن، وعن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية".

وقال ولد سالك، إن "عسكريي مالي أدركوا ذلك، واختيارهم الرئيس التوغولي فور غناسينغبي، الصديق التقليدي لفرنسا، للوساطة بين باماكو والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس)، وبينها وبين باريس وحلفائها الأوروبيين أبرز مؤشر على ذلك".

مزايا الانسحاب الفرنسي

وعلى عكس رأي ولد السالك، اعتبر وزير العمل السابق في الحكومة المالية، حم آغ محمود، أن التدخل العسكري الفرنسي في بلاده أضعف معنويات الجيش (المالي) خلال السنوات الماضية، ولم يوقف الإرهاب في منطقة الساحل.

وقال آغ محمود، في مقابلة مع وكالة "الأخبار"، إن انسحاب القوات الفرنسية من بلاده "سيمكن من إعادة تأهيل الجيش المالي".

ولفت إلى أن التدخل العسكري الفرنسي "أسفر عن نتائج ضعيفة" وأنه "أبطأ الهجمات الإرهابية لكنه لم يوقفها".

وأضاف: "انسحاب فرنسا سيسمح للسياسيين بالوقوف على الحقيقة جليا، وإذا كانوا غير قادرين على تأمين الدفاع عن البلاد وضمان أمنها، فلا مكان لهم في أعلى هرم الدولة".

مصير العلاقة مع أوروبا

وبالنسبة لعلاقة مالي بأوروبا، رجح ولد السالك، أن تظل في تدهور إذا استمر الجيش في السلطة، أما إذا حصلت تطورات إيجابية وملموسة باتجاه تسليم السلطة للمدنيين، وابتعد الجيش عن الحكم، فيرى الخبير في الشؤون الإفريقية، بأن العلاقة بين مالي وأوروبا "قد تشهد تحسنا كبيرا، إن لم تعد إلى طبيعتها".

وقال إن الطرف الأوروبي شريك استراتيجي لإفريقيا، ولمنطقة الساحل بشكل خاص، وأوروبا محتاجة إلى إفريقيا في الكثير من الجوانب.

وأشار إلى أن حاجة أوروبا لإفريقيا تعززت بشكل خاص في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، التي وجدت الدول الأوروبية نفسها بسببها بحاجة إلى بدائل جديدة خصوصا فيما يتعلق بالغاز.

rimafric

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016