الصفحة الأساسية > الأخبار > آفاق نيابيات كنكوصه: هل حانت القسمة على أبناء الفلاحين؟

آفاق نيابيات كنكوصه: هل حانت القسمة على أبناء الفلاحين؟

الخميس 7 نيسان (أبريل) 2022  07:49

ظلت مقاطعة كنكوصه ذات الأهمية البشرية والاقتصادية الكبيرة والموقع الحدودي المميز منذ انطلاق التعددية السياسية في البلاد رهن أقطاب قبلية سياسية كبيرة تتصارع من أجل الاستفراد بالمنافع والمناصب انتخابية كانت أم رسمية.

ومن أجل تحقيق ذلك الهدف والاستمرار في إحكام القبضة لا تفعل هذه الأقطاب التي يقودها وزراء و أطر و زعامات تقليدية غير ممارسة النفاق السياسي لولاة الأمور وأحزابهم الحاكمة فيبتزون الناس ويرغبون ويرهبون لينصاع الأبرياء بهذه المقاطعة لأوامرهم فيصوتون لمن يريدون ؛ لينعموا بالكراسي الهزازة والسيارات الفارهة والظلال الوارفة في فيلاتهم بمنتجعات الريف أو على شاطئ المحيط ،على أن ينتهي المطاف بآلاف المواطنين هناك إلى الجهل والحرمان ومزيدا من البؤس والضياع.

لقد استمر ذلك النهج حتى اليوم فظل وقود المعارك السياسية هم البرآء من أبناء الفلاحين وغيرهم من الطبقات الكادحة؛ وهم أدوات وصول "البارونات" إلى ما يبتغون حتى طمع في تلك الفريسة السهلة أفراد من خارج المقاطعة يعيشون طور المراهقة السياسية.

لقد كانت هذه المقاطعة الاستثناء من أي أفعال تقود إلى التحرر من هذه العبودية وتفتح الآفاق أمام طبقة إصلاحية جديدة تحقق بعض ما يطمح إليه الشعب هناك وكلما لاح في الأفق وميض في ذلك الصدد يتم وأده بأسرع وقت من طرف تلك الطقمة المستفيدة التي تجد الحماية والدعم من السلط المتعاقبة وأحزابها.

اليوم يستيقظ سكان مقاطعة كنكوصه على بيان أصدرته مجموعة أغلبها شباب كان يمثل قوة ضاربة داخل الكشكول السياسي المسيطر منذ عدة عقود تضمن الإعلان عن حلف سياسي جديد يسمى "الإصلاح" فهل نحن أمام عاصفة سياسية بهذه المقاطعة ستزيح الرؤوس الكبيرة ؟ أم أن ما يجري هو ردة فعل عابرة لا تقوى على الصمود ولا تمتلك الأرضيات لتضيف رقما على المعادلة القديمة.

لاشك أن جراح الشعب في كنكوصه المذخنة بسكاكين الطبقة القديمة في حاجة كبيرة إلى التضميد ضد أولئك الذين لا يفتأنون عن نكئها؛ وهو ما يجعل من غير المستحيل أن يصحوا هذا الشعب المطحون باتجاه من يقوده بجدية للخلاص من ويلات متعددة الأوجه؛ وهو أمر يسهل مهمة هذا الحلف الجديد أو أي مبادرة "تقدمية" أخرى، ولن يتحقق ذلك إلى عبر أفعال سياسية جديدة وجريئة تباغت كبرياء "الكبار" وتحطم هيبة الأوثان المعبودة؛ وهو المنحي الذي لا يعد إصدار بيان من انواكشوط أحسن صوره؛ فلو طلب القوم استشارة خبير سياسي لنصحهم بتوقيع هذا البيان في كنكوصه أو في واحدة من قرى "آدوابه" وعبر حدث صاخب لا يشوبه تردد ولا يخالطه خجل.

إن فرصة هؤلاء الشباب كبيرة لو اهتدوا بشكل باكر للتنسيق مع الفلاحين المحرومين من أية مناصب انتخابية أو غيرها منذ نشأة الدولة إلى اليوم وتقديم أسماء منهم بسرعة للنيابيات القادمة؛ فهم القوة الانتخابية الضاربة وهي المهمة التي ربما مهد لها وزير الشغل المنحدر من المقاطعة؛ حيث كان شديد الصلة بتلك الأوساط منذ تعيينه وزيرا وإن كان يفضل التظاهر بعدم "التسيس".

يمكن لهؤلاء الشباب وقد اختاروا التقوي بالحزب الحاكم ورئيس الجمهورية ليدفعوا بعيدا تهمة المعارضة أن يستغلوا حالة الحرمان والجوع والتردي بهذه المقاطعة بتنوير الرأي العام هناك حول ضرورة التلاقي حو ل مصالح مشتركة يمكن أن تفيد في حلحلة أوضاعهم إلى الأحسن ولن يتأتى ذلك إلا عبر الدفع بأبنائهم إلى مواقع القرار والدعوة لمسح الطاولة من الذين يحتلون تلك المواقع اليوم.

إن حجر الزارية في هذا الشأن بالإضافة إلى ما سبق هو التحرر من الاعتبارات القبلية والمصالح الأنانية والدفع بالجماهير إلى تفاهمات جديدة تجعل من مصالحها في العيش والتعليم والصحة والغذاء منطلق أي فعل؛ وهي الهدف الأسمى من العملية السياسية برمتها.

هي إرهاصات ميلاد كنكوصة جديدة إذا تحلى أصحابها بالشجاعة والصبر والصمود أمام سيل جارف من الضغوط والمشاكل والمعوقات، وتملكوا العقيدة والنهج الذي يناصر الكادحين في قضاياهم الحيوية ويجعل من قض مضاجع تلك الطبقة الفاسدة عملا نبيلا.

فهل ما يتراءى هو فجر جديد، صادق مبشر بغد جميل لأهل هذه المقاطعة ينسيهم عقود الهيمنة والإذلال؟ أم هو فجر كاذب فأصحاب الشأن لازالوا يملكون من القوة ما يجهض أي حركة تستهدف النيل من مصالحهم، أو تحاول بث الوعي الشقي في نفوس الناس.

وكالة كيفه للأنباء

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016