أُسِّسَ مكتب الوالي بولاية لعصابه على غرار كافة المكاتب المماثلة للاستخدام في العمل العمومي، واستقبال مشاكل المواطنين من كل أنحاء الولاية، وعلى طول ساعات الدوام يجب أن يظل مفتوحا حتى يلعب دوره الأكمل، وعلى الوجه الذي يخدم المهمة ويسهل على المواطنين انجاز ما يعرضون من قضايا.
وفي هذا الصدد يكون من الطبيعي أن يرتاده كل الناس من مختلف الفئات والأعمار والأجناس، ولا يمكن لأي كان أن يشك أو يرتاب في أي زائر لهذا المكان.
غير أن محل إقامة الوالي الذي هو رئيس الجمهورية في الولاية يجب أن لا تكون مفتوحة للكافة، فمكان البت وعرض شؤون الناس هو المكتب وليس دار الولاية.
الوالي هو رأس السلطة بالولاية، ولا يمكن بأي حال أن يفتح منزله للزائرين، خاصة من غير الضيوف.
إن أطراف عديدة في مدن الداخل الموريتاني تجعل من معرفة الوالي وصداقته ،وتناول الشاي معه أو العشاء وتبادل أطراف الحديث أدوات لابتزاز أطراف معينة وخصوم ، وتسجيل أهداف ضد آخرين.
ليس بالضرورة أن يستجيب الوالي لما يريدون تمريره غير أن مجرد الدخول والمجالسة المجانية يسبب آلاما لآخرين فيصنفون الوالي طرفا ضمن الحاسسيات والأحلاف والقبائل رغم براءته .
الأحوط في هذا المضمار أن لا يقول قائل بالمدينة" كنت الليلة مع الوالي، وشربت الشاي مع الوالي، وحدثني الوالي في الدار. إن محل إقامة الوالي هو القصر الرئاسي بالولاية.
وحتى على مستوى الاجتماعات وداخل موكب الوالي في حالات الخروج يتعين أن لا يكون هناك غير الأشخاص المعنيين بهذه الأمور ؛ فأي شيء يخرج عن ذلك يعني الخضوع للنفوذ والضعف وغياب القوة والهيبة.
إن الدولة هي رموز وعناوين فإذا سقطت لم يبق منها شيء.