مازال الناس في مدينة كيفه يسمعون قرع نعال الوزير المغادر حتى يحل وزير جديد، فخلال أسبوع واحد تقريبا جاء إلى هذه المدينة ثلاثة وزراء.
صفارة سيارة الشرطة أمام الوفد المهيب في السيارات الفاخرة يتابعها المواطنون باهتمام كبير فلا أحد يتصور قدوم عضو في الحكومة دون مهمة كبيرة سيكون رجعها الإيجابي سريعا على المواطنين المتعلقين بكل بارقة أمل.
فبعد وزير الإسكان والعمران الذي جاء بعد وزير التجارة الذي حل بالمدينة قبل أسبوعين ووزير التجهيز قبل ذلك ويجري الحديث عن زيارة مرتقبة لوزير التعليم وقبلهم كثيرون.
هؤلاء لا يحملون برامج، ولا يبشرون بحلول ، ولم يأتوا ليدشنوا مرافق أو منشآت أو مشاريع تستدعي مجيئ مثل هؤلاء المسؤولين.إنهم باقتصار يأتون لترديد نفس الخطاب الذي لاكه أسلافهم ممن زاروا أيضا هذه الولاية.
هي بطالة الوزراء إذن أم هي الدعاية الرخيصة لعمل مزعوم يراد تسويقه إعلاميا وكأن الرأي العام هنا عديم الفهم غائب العقل.
لقد حان أن تنتهي الحكومة الموريتانية من هذه الزيارات العبثية العقيمة.
لماذا تقوم هذه الحكومة بوضع وال يمثل رئيس الجمهورية بالولاية ومهمته الأسساية هي مراسلة الحكومة بكل صغيرة وكبيرة ، وما الفائدة منه إذا لم يوفر على الدولة الجهد والوقت والمال الذي يتطلبه سفر وإقامة قوافل الوزراء هذه؟
ولماذا تقوم كل وزارة بانتداب موظف جهوي مقيم لتولي شؤونها على مستوى الولاية ؟
إذا ظل الأمر على هذه الحال فلماذا لا يأخذون هؤلاء الموظفين الجهويين إلى انواكشوط أم ينصحونهم بالبقاء في بيونهم؟
إنه أسلوب يرمز للتخلف والبداوة وهو قطعاعين الفساد.