الصفحة الأساسية > الأخبار > فاجعة جديدة... من المسؤول؟

فاجعة جديدة... من المسؤول؟

الاثنين 18 آذار (مارس) 2013  14:16

الحسين ولد محمد عمر

المصائب لا تأتي فرادي، كما يقول المثل العربي، فمرة جديدة تتناقل وسائل الإعلام فاجعة جديدة تحل بقطاع الطيران العسكري الموريتاني، فاجعة أخرى ستثير الكثير من التساؤلات كسابقاتها التي حلت بهذا القطاع الذي كثيرا ما تغنى به رئيس الدولة باعتباره في أفضل حالاته منذ ولادة الدولة الموريتانية إلى اليوم، فكثيرا ما ادعى أن الجيش قادر على مقارعة القاعدة وهي التي ضربتنا – للأسف - في ضواحي نواكشوط.

قبل سبعة أشهر تحطمت طائرة عسكرية في مطار نواكشوط الدولي بينما كانت تقوم برحلة يقال إنها متجهة إلى شركة تازيازت موريتانيا وراح ضحيتها آنئذ سبعة أشخاص عسكريان ومدنيان واثنين من الجمارك، ولم تتضح لحد الآن التفاصيل الحقيقية الكامنة وراء ذلك الحدث الأليم ، وقبل فترة وجيزة عمت الساحة الوطنية حادثة سرقة أموال الجيش الموريتاني البالغة سبعمائة مليون أوقية حيث اتضح أنها كانت نتيجة عملية حسابات مشبوهة بين المحاسب المساعد أول الخليفة و قريب له يدعى اعبيدي ولد الخوماني الذي اعتاد أن يأخذ هذه الأموال ويقوم بعملية تربح مشبوهة ثم يعيدها بعد ذلك قبل أن تسول له نفسه هذه المرة الاختفاء بالأموال ليتم القبض عليه من قبل مجموعة من الدرك في حي "عين الطلح" التابع لمقاطعة تيارت.

إذا هذا القطاع الحساس الذي يعتبر من القطاعات السيادية للدولة الموريتانية يبدو أنه عبارة عن لعبة تتقاذفها الأيادي العسكرية المستهترة ذات الوزن الكبير خاصة أن الأخبار الواردة من التحقيق مع الشاب الذي هرب بأموال الجيش قال أن هناك قادة كبار متورطون في القضية وهو ما يعتبر منطقي إذا ما لاحظنا أن المبلغ كبير نوعا ما ولا يمكن التلاعب به إلا بمعرفة أولائك القادة.

الحادثة التي ستزيد الطين بلة هي سقوط هذه الطائرة الهيلكوبتر اليوم شمالي أوجفت في منطقة تيريبان مما أسفر حتى الآن عن موت أحد العنصرين الذين كانا على متنها ونجاة الآخر ، إذن نحن أمام منعطف خطير يجب إعادة النظر فيه لتجهيز قواتنا المسلحة قبل أن تؤول الوضعية الى تلك التي كانت معروفة زمن حكم ولد الطابع مما حدي بالكثير من الجنود الى الاستقالة قبل أن يتجسد ذلك الرفض في أول محاولة انقلابية من طرف صالح ولد حننا وزملاءه.

هذه الوضعية تضع تصريحات رئيس الدولة المتكررة على المحك والتي كان أطلقها في العديد من المناسبات قائلا إن الجيش يتمتع بأحدث التجهيزات وليس بحاجة لأي دعم وهو قادر على القيام بأصعب المهام .

إذا لا يمكننا بحال من الأحوال أن نفصل هذه الحادثة عن قضاء الله وقدره، ولكن كما يقول المثل العربي (لا دخان بدون نار) ، فما أشرنا له من حوادث الفساد المستشرية خصوصا في الجيش، لا يمكن أن يكون بمعزل عن هذه الفاجعة الأليمة الجديدة ، فهذا النظام الذي لطالما ادعى محاربة الفساد والمفسدين اتضح أن كل هذا الكلام مجرد من معانيه وهو فقط للاستهلاك الإعلامي حتى تتم استمالة العامة من الشعب المغلوب على أمره.

ما نحن بحاجة له اليوم هو تشكيل لجنة ذات مصداقية – إن وجدت – للقيام بتحقيق شامل يضع النقاط على الحروف ويحدد المسؤول عن هذه الأحداث بشكل مباشر حتى تتم معاقبته بما يستحق، لكن للأسف الشديد ما دامت هذه الدولة تسير من طرف جماعة من المافيا همها الوحيد هو كيفية تحصيل كم أكبر من الأموال المنهوبة من خيرات هذا الوطن الذي ابتلاه الله بأفسد قادة عسكريين منذ أول انقلاب سنة 1978 تاريخ بداية النهاية لموريتانيا الدولة الوطنية فإن أي قطاع من هيئات ومؤسسات موريتانيا المختلفة ستظل تنتقل من كارثة إلى أخرى دون توقف.

1 مشاركة

  • فاجعة جديدة... من المسؤول؟ 19 آذار (مارس) 2013 01:50, بقلم منصف

    اخي كاتب التعليق مقالكم جيد والاصلاح مطلوب والاهمال مرفوض باستمرار لكن خلونا منصفين وبعيدين من تسييس كل صغيرة وكبيرة لان من يقرأ مقالكم المحترم يري فيه بعض المبالغة وتشديد الامور فحوادث الطيران المدني والعسكري لا علاقة لها بالرئيس ولا بالوزير الاول ولا يقائد الاركان ولا برئيس البرلمان حتي الدول المتقدمة جدا تقع فيها حوادث طيران مدني وعسكري يموت فيه خيرة ضباطها وخرائها وتختلس فيها الاموال رغم قوة الرقابة والقضاء فسقوط الطيران تقع فيه اخطاء فنية وبشرية تحتاج تفسيرات فنية بعيدة من الخلافات الحزبية لا يمكن خلطها بامور السياسة والاحزاب والبحث عن الوصول لكرسي الرئاسة

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016