أنا مواطن بسيط أكد وأعمل من أجل أمي وأختي لست من مثقفي الفيس بوك ولامن مثقفي البلاط أنا مجرد إنسان عادي أحلامي بسيطة وتتمثل أساسا في حق العيش الكريم ,كنت أحلم كما يحلم أقراني بزوجة جميلة تدخل على أمي السرور .

أنا مجرد إنسان واقعي ليست لدي شهادة عليا ولا أتكلم عدة لغات وإنما لغتي الوحيدة رضعتها من ثدي والدتي فيها لي سر حيث أني إبن فاطمة الزهراء وإدريسي النسب وكما يقول جدي محمد فال ولد عينين والطفل فينا نفطمه قس ابن وا ئلة

سيدي الرئيس قبل أن تطالني يد الغدر ذات مساء مظلم ككل أماسينا وليالينا ,كانت لدي طاولة أبيع عليها بعض إكسسوارات وآلات الزينة لتجميل النساء .

سيدي الرئيس أنا مواطن بسيط ككل مواطنيك همهم الوحيد تحصيل لقمة العيش بكل كرامة لا نستجدي العطف من أي كان.

سيدي الرئيس أنا كما تعلم ويعلم الذويب إل تل ولاته همي الوحيد أن أكون مسالما وأحب وطني الذي لم يبادلني الحب وهو حب من طرف واحد ,وكما يقول خبراء الحب أن الحب من طرف واحد محكوم عليه بالفشل , إلا أني لا أؤمن بهذه الفكرة , عشقت وطني وفكرت في يوم من الأيام أن أكون ضابط صف في الجيش إلا أني وأنت أدرى ليست لدي أي وساطة كغيري من أبناء هذا الوطن ومع ذالك لم أستسلم لكن الظروف والبيروقراطية كانت أقوى مني .

سيدي الرئيس لم أكن معارضا ولا حتى مواليا بل كنت مواطنا وحسب ولا اعرف أقسام الشرطة ومعرفتي للشرطة هي معرفة سطحية لا تتعدى لعبة القط والفأر بيني وبينهم بحكم طبيعة عملي كبائع في سوق العاصمة .

سيدي الرئيس أنا مواطن مثالي صدقت دوما أن علي أن أحب هذا الوطن وألتزم اتجاهه كنت من أوائل من قاموا بالتسجيل في الإحصاء , وعندما حصلت على بطاقة التعريف الوطنية الجديدة كنت فرحا جدا وفي اللحظة التي سلمتها لي المسؤولة عن توزيع بطاقات التعريف مقابل ألف أوقية ، وبالمناسبة هذه الألف أوقية تساوي خمسين في المائة من دخلي اليومي يشرط أن يمر اليوم بدون مضايقات الشرطة في سوق العاصمة وأعوان البلدية ،وبالعودة إلى الفرحة التي انتابتني عند تسلمي بطاقة التعريف الجديدة فكان مردها أني حلمت كما يحلم أقراني من أبناء هذا الوطن المغلوبين على أمرهم بإصدار جواز سفر والسفر في بلاد الله الواسعة من أجل تحقيق أحلامي التي فشل وطني في تحقيق ولو جزء بسيط منها .

كل أحلامي بسيطة من تعليم وصحة وحرية وتنقل ...........الخ كفلها لي دستور هذا البلد والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها موريتانيا ، ومع ذالك ظلمت وظلم ذوي القربى هو أشد أنواع الظلم .

لا أريد الإنصاف سيدي الرئيس وإنما أريد فقط أن تعلم أني سعيد كغيري من مواطنيك طبعا هذه السعادة ليست من إنجازات سيادتكم الموقرة وإنما هي سعادة مكتسبة بالوراثة ولا يملكها إلا نحن البسطاء لأننا ببساطة نناضل ونحلم بل ونغتقد جازمين أن الليل لا محالة سينقلب إلى نهار مهما طال وأن ما فشلت أنا وجيلي فيه سيأتي أخي من بعد بعدي ليكمله وهذا هو سر سعادتنا سيدي الرئيس ،إنه الأمل في غد والحمد الله على أن هذا الأمل لا يشترى ولايكتسب بالوساطة والتكوميس.

سيدي الرئيس قتلت غدرا بسكين لص منحرف وسبب إنحرافه هو سبب ضياعي وعدم تمكني من تحقيق أحلامي البسيطة والمشروعة. سيدي الرئيس إسمي الحسن ولد السالك وهومركب من إسمين هما الحسن من الحسن وهو ما أتمناه لبلدي موريتانيا أن تكون بلاد جميلة ولا يقتل أبناءها في رابعة النهار .

سيدي الرئيس موريتانيا أمانة في أعناقك ومن حسنها أن تكون في أياد آمنة تنظر لكل مكوناتها بسواسية.

سيدي الرئيس من حسن موريتانيا تنميتها وإنجازات بنية تحتية وإنارة الشوارع وعلى ذكر إنارة الشوارع هل تعلم أنه لو كانت بالشارع الذي قتلت فيه إنارة لكنت اليوم بينكم سالما معافى لكن الحمد الله أنا عند ربي وهو أرحم بي .

سيدي الرئيس الشق الثاني من إسمي هو ولد السالك ,ويقول المثل كل شيئ له حظ من إسمه وللأسف هذا المثل لا ينطبق على حالتي .والسبب غياب الأمن.

سيدي الرئيس هل تتصور أن يطعن وحيد أمه بهذه الطريقة الوحشية ولا تقدم له الإسعافات للازمة ,أموت بين يدي أطباء قليلي الخبرة وليست لديهم الإمكانيات ومكبلي الأيدي بأوامر بيروقراطية مقيته.

سيدي الرئيس رحم الله ولد السالك لم يكن متطرفا ولا عنصريا وليس من معارضتكم وإنما كان همه الوحيد تحقيق أحلام بسيطة كأي شاب في هذه البلاد المكلومة والموبوءة بفقدان العدل والأمان وعلى ذكر العدل فالعدل هو أساس الملك .

رحمة الله على روح الشهيد الحسن ولد السالك .