الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفه: هذا الرجل استحق "الجائزة الموريتانية للمحافظة على الوسط البيئي"؟

كيفه: هذا الرجل استحق "الجائزة الموريتانية للمحافظة على الوسط البيئي"؟

السبت 29 أيار (مايو) 2021  11:22

بوبليعين/ واد أم الخز

لن تتخيل وأنت تتجول في منطقة أم الخز وما حولها من أراض تمتد على عشرات الكيلومترات أنك في أرض موريتانية حقا إذ تبدو هذه المنطقة الرعوية الواسعة وسطا طبيعيا بكرا ورائعا وجذابا للزائرين رغم طبيعته الصحراوية القاسية أصلا .

ويكمن السر في ذلك بوقوف السفير محمد محمود ولد الغوث منذ استقراره في المنطقة حارسا للبيئة و مرسخا لدى كافة السكان هناك ثقافة صيانة وحماية الوسط البيئي و أخذ على عاتقه الوقوف في وجه كل الأساليب والممارسات المدمرة للبيئة مهما كان شكلها حتى تحقق الواقع الجميل الحالي .

وعلى مدى عشرات الكيلومترات لن تصادفك شجرة واحدة مقطوعة ولن تجد أي نشاط للفحامين الذين يعبثون بالأشجار في مناطق أخرى من هذه الولاية ويدمرون الغابات عبر إشعال أطنان الأخشاب فيما يعرف "بالفور"

و هناك توجد أودية كبيرة كثيفة الأشجار تبدأ من آمرجل حتى "بوبلعين" ولن تستطيع وأنت تتجول بداخلها اكتشاف ضربة فأس واحدة على طول هذه المنطقة سواء تعلق الأمر بالأشجار الحية أو اليابسة، كما تبقى هذه المنطقة وحدها سالمة من الحرائق التي تأتي سنويا على مساحات رعوية شاسعة بالولاية.

جميع الناس هناك يأخذون حاجياتهم للطبخ أو للاستخدامات الأخرى من الحطب اليابس دون إفراط ويعدلون بشكل مطلق عن المتاجرة بالأخشاب أو الفحم أو الأعشاب في درس نادر لصيانة المحيط البيئي عز نظيره في كافة جهات الوطن..

وقد ساعد هذا الوعي الرائع بأهمية المحافظة على البيئة إلى نمو الغابات بشكل كبير انعكس إيجابيا على التنمية الزراعية والرعوية التي توفرت على حاضن بيئي ملائم فنمت القطعان واستقر الناس واستطاع الفلاحون زرع حقولهم مع تمسكم بمواشيهم التي ترعى بالقرب منها.

ويتناغم ذلك الواقع الاستثنائي مع فتح الأراضي وتحريرها وجعلها مرتعا للجميع حيث حرم السكان على أنفسهم وبتوجيهات من الرجل إقامة المحميات الإقطاعية التي تحرس الأراضي وتمنع على المزارعين والرعاة الانتفاع بها كما هو شائع في مناطق أخرى أصبح السكان سجناء بها بفعل تلك المحميات العشوائية الجائرة.

في هذه المنطقة أيضا يمنع الصيد بكل أشكاله مما أعاد إلى المنطقة بعض الطيور وأصناف من الوحوش لا تسلم ممن يحاول اقتناصها من الصيادين الذين يزورن المنطقة قادمين من خارجها ويتعرضون في أحيان كثيرة إلى المطاردة ومنعهم من المساس "بالحياة الطبيعية بالمنطقة".

بما في ذلك الحيوانات المفترسة كالذئاب وغيرها التي لن تأخذ غير رزقها كما آمن الناس هنا.

لقد ساهم هذا الوضع في تنمية هذه الجهة واستقرار السكان في مناطقهم الأصلية كما جلب لها الأمطار "والبركة " فيما يروي السكان.الذين لم ينسوا سنونا عجافا ضربت ريفهم فاقمها إقبالهم على تدمير وسطهم البيئي قبل أن يدركوا خطر ذلك و يحجموا عنه بشكل مطلق.

هي منطقة رائعة حافلة بالنشاط الزراعي والرعوي يزاوله رجال مخلصون ونساء متحمسات ولكي يستمروا ولئلا يستسلموا لسيل من المثبطات والمشاكل والتحديات لزم على حكومة بلادهم أن تقدم لهم المساعدة وتذلل أمامهم الصعاب، وأن تستحدث هذه الحكومة جائزة لصيانة البيئة تهديها أول مرة لهذا النائب ومن خلاله إلى سكان تلك المنطقة فقد قدموا نموذجا رائعا يستحق أن يلقى الدعم والتشجيع وأن يعمم على كافة مناطق الوطن.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016