ولد عبد العزيز يعتذر للشعر والشعراء بتعيين ولد الطالب مستشارا برئاسة الجمهورية.. سيستشيره حول كل شيء فقد أيقن أخيرا أن الشعر قد يحقق ما عجز عنه نثر السياسيين الذي مجته آذاننا منذ الاستقلال إلى اليوم.. يأتي التعيين بعد أشهر من تصريحه للقنوات الفرنسية بعدم أهمية الشعر والأدب بصفة عامة.

شخصيا لا أعرف عن ولد الطالب المعين إلا أنه حصل مرة على أكثر عدد من المتصلين ببرنامج تلفزيوني ليكون بتلك الاتصالات الكثيرة "أميرا للشعراء"..وقد قلت حينها إنه لو تأتت لي فرصة مماثلة فسأكون ملكا لهم, إذ يكفي لذلك أن أهيج الحس الوطني في فقراء موريتانيا فألتهم وتلتهم معي شركات الاتصال والتلفزيون الخليجي ما في جيوبهم من مال ورصيد حيث أنني شاعر موريتاني في مواجهة شعراء يمثلون مختلف الدول العربية..وأصبح أميرا للشعراء في اختلاف طفيف مع أحمد شوقي الذي نال اللقب بعفوية قبل أن يتحول إلى شاعر للأمراء.. ولد الطالب شاعر متميز ومبدع وواكب بشعره وطيبة أخلاقه كل من حكموا البلاد بعد بلوغه سن الرشد, وتلك فلسفة قل أن يسلم منه شاعر في بلاد المليون شاعر.فقد علمونا أن الشعر مهادن وأن الشعراء لا يعارضون, مع استثناءات قليلة, حتى أترك المجال لكل شاعر ليعتقد بأنه أحد المستثنين فيوافقني الطرح.

ثم يأتي التعيين الآخر للمستشار الديني ولد أهل داوود الرجل الذي أغضب مناهضي الرق ومنظمات حقوق الإنسان قبل فصله لهذا السبب, وكأن الرئيس يقول بالتعيين:لقد أساءوا فهمي عندما عزلوا الرجل بسبب أنه أغضب بيرام في حين أن غضب بيرام سبب وجيه لأشعر بالسعادة والحبور..ومع أن عزيز لن يستشير الفقيه"الخليلي" إلا أنه أراد إيصال رسالة واضحة للمنظمات الحقوقية وهي أن الخطاب الرسمي للدولة قد يحترم حقوق الإنسان في نصوصه لكن ساكنة البيت الرمادي ينظرون إلى الأمور بطريقة أخرى.

لا أعتقد أن تحولا كبيرا سيطرأ على قرارات الرئيس بعد تعيين مستشار يفكر بقلبه ككل الرومانسيين الحالمين تماما كما لا أعتقد انه سيعالج مشكل العبودية ولو شكليا بعد اليوم بتعيينه ل "لخبير الإسلامي" في هذا الموضوع.

ولد عبد العزيز سيظل يفكر بالطريقة ذاتها ولا يحتاج لمستشار لأنه أحذق من الجميع وأذكى وأقوى من الجميع وما تعيينه لمن وصم تخصصه بعدم الأهمية إلا لإيصال الرسالة الواضحة :أنا وحدي من يفكر في هذا البلد لأنني املك السلاح والشجاعة والتهور ومعرفة المنافسين في الجيش ونسبة هذه الصفات في كل جندي وضابط.

سيحتاج الفقيه ل"خليل" يؤنسه في القصر فالعزيز لن يكلمه..كما سيحتاج ولد الطالب لمئذنة كبيرة للبوح.يصرخ فيها عل الرجل يسمع كلامه أو رأيه في أي كان..لكن هل مازالت مئذنة مصلى ولد الشيخ عبد الله الذي شيده في القصر ..هل مازالت هذه المئذنة تسمع الناس النداء أم أنها ملت الإلحاح فسكتت؟