ألقى الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون محاضرة بفندق الملعب الأولمبي بنواكشوط بعنوان: " ولوج المخدرات للأوساط الشبابية والمدرسية من منظور سوسيوتربوي" لفائدة 100 شاب من قيادات الحركة الجمعوية الشبابية بولايات نواكشوط الثلاث(أندية، روابط ثقافية ورياضية، اتحادات...)،في إطار ورشة نظمها البرنامج الوطني للتطوع "وطننا" التابع لوزارة التشغيل والشباب والرياضة حول مخاطر انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية في أوساط الشباب..

وتوزعت المحاضرة إلى ستة محاور على النحو الآتي:

 ملاحظات أولية حول خصوصية ظاهرة انتشار المخدرات عبر المعمورة.

 التحديات ذات الصلة بولوج المخدرات للأوساط الشبابية والمدرسية في موريتانيا.

 حجم ولوج المخدرات في الأوساط الشبابية والمدرسية.

 عوامل ولوج المخدرات في الأوساط الشبابية والمدرسية.

 آثار ولوج المخدرات للأوساط الشبابية والمدرسية.

سبل الحد من ولوج المخدرات للأوساط الشبابية والمدرسية.

وذهب الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولدالجيد الى أن ظاهرة المخدرات، تداولا وتناولا وترويجا، تعتبر كونية دولية مركبة ومعقدة،عصية ومستعصية، عابرة للقارات والدول والمجتمعات، ترعاها وتحتضنها مافيات دولية محكمة التنظيم وواسعة الانتشار، قدراتها التنظيمية واللوجستية والمالية والبشرية تتجاوز قدرات الكثير من الدول والمجتمعات، كما أن مخاطرها تصل حد تهديد السلم والأمن العالميين. وذلك مايجعل مجابهتها والتصدي لمخاطرها واحتواء اثارها وانعكاساتها ومخلفاتها تتجاوز قدرات الدول والمجتمعات منفردة، الأمر الذي يحتم الانخراط الواعي والديناميكي في منظومة المواجهة والتصدي ذات الطابع الدولي.

وبين المحاضر أن المخدرات في موريتانيا تتغلغل متسللة بصمت واضطراد في بعض الفضاءات الاجتماعية بالغة الحساسية والهشاشة، من قبيل الأوساط الشبابية والمدرسية. وتواجه ، في الغالب الأعم، بتجاهل ولامبالاة من قبل النخبة وجهل مطبق من قبل عامة الناس.

وبعد استعراض المحاضرحجم وعوامل وآثار تغلغلها، خلص إلى سبل الحد من تفشها واحتواء آثارها، مبرزا ضرورة العمل على الرفع من مستوى وعي الشباب والأسرة المدرسية والأهالي وكافة الفاعلين بالمجتمع بخطورتها وضرورة المساهمة في مجابهتها.وإدراج موضوعها بشكل مناسب ضمن المناهج التربوية في كافة المستويات الدراسية، وترقية برامج التثقيف والانعاش والترفيه لصالح الشباب، واستحداث استراتيجية وطنية مندمجة متعددة ومتكاملة الأبعاد(دينية، تربوية، ثقافية، نفسية، اجتماعية وأمنية ).

وأتبع العرض بنقاش تفاعلي مفتوح اتسم بالحيوية والديناميكية قدم خلاله الشباب استشكالاتهم واستفساراتهم واطروحاتهم ذات الصلة بهذا الموضوع الحساس، كما شكل مناسبة لتقديم الشروح واستجلاء اوجه اللبس والغموض في هذا السياق، إضافة إلى التحفيز والرفع من الهمم للمساهمة الواعية الفاعلة والبناءة في المجهود الوطني للاحتواء.

وقد تميزت هذه التظاهرة الفكرية بحضور نوعي من قيادات الشباب(100 شاب) بولايات نواكشوط الثلاث ، من ضمنهم العشرات من ذوي الاحتيجات الخاصة، بما في ذلك الصم. وقد تم تمكينهم من المشاركة الحيوية في فعالياتها من هلال توفير لغة الإشارة.